القائمة الرئيسية

الصفحات

ضغوط الحياة والتنمر يدفعان تلميذة ورجلين لوضع حد لحياتهم في يوم واحد


ضغوط الحياة والتنمر يدفعان تلميذة ورجلين لوضع حد لحياتهم في يوم واحد
ضغوط الحياة والتنمر يدفعان تلميذة ورجلين لوضع حد لحياتهم في يوم واحد



في غضون ساعات قليلة اهتزت تونس على وقع ثلاث حوادث مأساوية تجسد عمق الأزمة الاجتماعية والنفسية التي يعيشها بعض المواطنين. فبين يأس شابّة (أ.ن.ه.ت) حياتها (ش.ن.قً.ا) في تالة، وحرقة رجلين (أ.ض.ر.م.ا) (ال.ن.ا.ر) في (ج.س.د.ي.ه.م.ا) في توزر وجرزونة، تتجلى صور قاتمة للضغوط والتحديات التي تواجه أفرادًا في مجتمعنا، وتطرح تساؤلات مؤلمة حول أسباب هذا (ال.ع.ن.ف) الموجه نحو الذات.


تالة تودع زهرة يافعة ضحية التنمر والخصاصة:


في مشهد مفجع هزّ منطقة بولحناش التابعة لمعتمدية تالة من ولاية القصرين، أقدمت التلميذة الهادئة والمجتهدة، والتي لم تتجاوز ربيعها الرابع عشر، على إنهاء حياتها (ش.ن.قً.ا) داخل منزل والديها في الليلة الفاصلة بين 03 و04 ماي 2025. الطفلة، التي كانت تدرس في السنة الثامنة إعداديّة، كانت تتكبّد عناء المشي يوميًا لمسافة 5 كيلومترات ذهابًا وإيابًا للوصول إلى مدرستها في سيدي سهيل. ورغم تفوقها الدراسي، كانت تعاني، وفقًا لما صرح به المربي الأسعد البولعابي، من ضغط نفسي وإرهاق يومي مضاعف بسبب هذه المشقة.


الأكثر إيلامًا، وحسب روايات زملائها، أنها كانت تتعرض للتنمر في محيطها المدرسي بسبب وضع عائلتها الاجتماعي المحدود. هذه الظروف القاسية اجتمعت لتطفئ زهرة يافعة كانت تتوق للعلم والمعرفة، تاركة وراءها حسرة وأسئلة موجعة حول مسؤولية المجتمع والمؤسسات في حماية أطفالنا من قسوة الظروف والتنمر.



توزر تفجع برحيل رجل ستيني أنهى حياته (ح.ر.قً.ا):


وفي توزر، استيقظت المدينة على فاجعة أخرى، حيث توفي صباح اليوم الاحد 04 ماي 2025 رجل في العقد السادس من عمره متأثرًا بحروقه البليغة. الرجل أقدم على (إ.ض.ر.ا.م) (ال.ن.ا.ر) في (ج.س.د.ه) في حادثة مؤلمة خلفت صدمة واسعة بين الأهالي. وتشير مصادر محلية إلى أن الضحية فارق الحياة على الفور في مكان الحادث، لتنضم قصته المأساوية إلى سلسلة من الأحداث التي تعكس حجم المعاناة التي قد يدفع إليها اليأس بعض الأفراد.



جرزونة: كهل (ي.ح.ر.ق) نفسه ويلقي بنفسه في البحر:


لم يكد صدى فاجعتي تالة وتوزر يخفت، حتى وردت أنباء عن محاولة (ا.ن.ت.ح.ا.ر) أخرى في ميناء الصيد البحري بجرزونة من ولاية بنزرت. حيث أقدم كهل يبلغ من العمر 40 عامًا على (إ.ض.ر.ا.م) (ال.ن.ا.ر) في (ج.س.د.ه) في ساعة متأخرة من الليلة الفاصلة بين 03 و04 ماي 2025، ثم ألقى بنفسه في البحر. وقد تمكن بحارة من إنقاذه ونقله إلى المستشفى الجامعي الحبيب بوقطفة، ليتم تحويله لاحقًا إلى مستشفى الحروق البليغة في بن عروس، حيث وصفت حالته الصحية بالخطيرة. هذه الحادثة تثير تساؤلات حول الدوافع التي قادت هذا الرجل إلى هذا الفعل اليائس، وتسلط الضوء على ضرورة توفير الدعم النفسي والاجتماعي للفئات الهشة في المجتمع.



ختاما:


إن هذه الحوادث المأساوية الثلاثة، التي وقعت في مناطق مختلفة من تونس في ظرف يوم واحد، ليست مجرد أرقام في سجل الحوادث. إنها صرخات ألم تعكس وجعًا دفينًا ومعاناة صامتة يعيشها بعض أفراد مجتمعنا. إنها دعوة ملحة لمراجعة أولوياتنا، وتكثيف الجهود لمكافحة التنمر، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي اللازم، ومعالجة الأسباب الجذرية التي تدفع بالبعض إلى حافة اليأس و(الا.ن.ت.ح.ا.ر). إن فقدان شابّة في ريعان العمر ورجلين في ظروف مأساوية هو خسارة فادحة للمجتمع بأسره، ويجب أن يكون بمثابة ناقوس خطر يدق ليوقظ ضمائرنا ويدفعنا إلى العمل بجدية أكبر لبناء مجتمع أكثر تماسكًا ورحمة وتضامنًا.

تعليقات