شهدت معتمدية منزل تميم في ولاية نابل حادثة مروعة تهزّ أركان العملية التعليمية برمتها. فكيف يمكن أن يتحوّل محيط المدرسة الآمن إلى مسرح للعنف؟ وماذا يعني أن تقتحم ولية "المدرسة الابتدائية الداموس"، لتعتدي بالعنف اللفظي والمادي على معلمة، والأدهى أنها كانت حاملاً؟ هذا الاعتداء لم يقتصر على مجرد شجار عابر، بل تسبب في إصابة المعلمة بحالة إغماء استدعت نقلها بشكل عاجل إلى المستشفى الجهوي. إنها ليست مجرد حادثة فردية، بل صرخة مدوية تكشف عن تآكل متسارع في احترام المعلم وهيبته. لماذا وصلت العلاقة بين الأولياء والمربين إلى هذا الحد من التوتر والعنف؟
![]() |
| أم تلميذة تضرب معلمة حامل في منزل تميم من ولاية نابل وتحيلها إلى المستشفى! |
🛑 تداعيات الاعتداء: جسدٌ منهك وكرامةٌ مُهانة
الاعتداء على أي إنسان هو أمر مرفوض، فما بالك حين يقع على مربية في مكان عملها، وهي في حالة حمل تستوجب الرعاية والحماية؟ الكاتبة العامة للنقابة الأساسية للتعليم الأساسي بمنزل تميم، فضيلة بن صالح، أكدت أن المعلمة نُقلت إلى المستشفى لتلقي الإسعافات اللازمة، وهو ما يوضح مدى خطورة الاعتداء.
الآثار الجسدية والنفسية: تعرض المعلمة للإغماء يعني صدمة قوية ومخاطر محتملة على حملها وصحتها العامة، بالإضافة إلى الضرر النفسي والإحساس بانعدام الأمان في محيط العمل.
انتهاك حرمة المؤسسة: اقتحام المدرسة والتهجم على المعلمة يمثل انتهاكاً صارخاً لحرمة المؤسسة التربوية وقوانينها الداخلية.
⚖️ مطالب نقابية عاجلة: هل يكفي رفع شكوى؟
لم تقف النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بمنزل تميم مكتوفة الأيدي، فقد أدانت الحادث في بيان واضح وعبرت عن تضامنها. لكن هذا التضامن يجب أن يترجم إلى إجراءات حاسمة.
تجريم الاعتداء: من أهم المطالب التي رفعتها النقابة هي "ضرورة تجريم الاعتداءات على المربين". هذا يضع الكرة في ملعب السلطة التشريعية والقضائية، فهل سيتم إصدار قانون يحمي المربي ويكون رادعاً للمعتدين؟
صون الكرامة: طالبت النقابة المندوبية الجهوية للتربية بنابل ووزارة الإشراف بضرورة "صون كرامة المربين". إن كرامة المعلم هي خط الدفاع الأول عن جودة التعليم، وتآكلها يعني انهيار المنظومة بأكملها.
الإجراءات القانونية: تم بالفعل رفع شكاية بالولية المعتدية. ولكن هل ستكون هذه الشكوى بداية لاستعادة الهيبة المفقودة أم ستُطوى كغيرها من القضايا؟
المصادر:
مصدر الخبر والصورة موقع ديوان اف ام وصفحة فيسبوك Asslema Tunisie.
💡 خاتمة وتساؤلات: ما هو دورنا جميعاً؟
إن ما حدث في منزل تميم هو جرس إنذار يجب أن يهزّ كل مواطن تونسي. إن المعلم هو حجر الزاوية في بناء الأجيال، والاعتداء عليه هو اعتداء على مستقبل أبنائنا.
هل نحن مستعدون لترك أجيالنا في يد معلم يشعر بالخوف والإهانة بدل الأمن والاحترام؟ ماذا يمكن للمجتمع المدني والأولياء الواعين فعله لإعادة ترميم العلاقة بين البيت والمدرسة؟ لماذا لا نرى تحركاً سريعاً وحازماً من وزارة الإشراف يضع حداً لهذه الظاهرة المتسارعة؟ شاركونا آراءكم.

تعليقات
إرسال تعليق