خيم الحزن على أهالي مدينة بنقردان في ولاية مدنين، بعد فاجعتين متتاليتين ضربتا المدينة في أقل من 24 ساعة. بدأت المأساة بانتشار خبر وفاة شاب غرقًا في إيطاليا، ولم تكد المدينة تستفيق من الصدمة حتى فجعت بوفاة أب لطفلين في حادث مرور أليم.
 |
| ولاية مدنين 12 و13 أوت 2025 | فاجعتان تهزان مدينة بنقردان |
غرق شاب تونسي في شواطئ إيطاليا
بعد أن نامت المدينة على خبر مؤلم، استيقظت على فاجعة أخرى. انتشر خبر وفاة الشاب محمد بن نصر عبد القوي، المقيم في إيطاليا، بعد أن غرق أثناء ممارسته السباحة. الخبر انتشر بسرعة بين الأهالي، مخلفًا حالة من الحزن العميق على رحيل شاب في ريعان شبابه بعيدًا عن وطنه وعائلته.
حادث سير يودي بحياة أب لطفلين
لم يكن صباح الأربعاء عاديًا لأهالي بنقردان، فقد استيقظوا على فاجعة أخرى. ففي منطقة الطابعي التابعة لمعتمدية بنقردان، وقع حادث مرور أليم أسفر عن وفاة كهل يُدعى المختار بن رحومه حسين. الأبحاث جارية لمعرفة أسباب الحادث الذي أودى بحياة أب لطفلين، تاركًا خلفه عائلة مفجوعة.
مطالب بتوخي الحذر في الطرقات والمسؤولية الاجتماعية
تُعد هذه الحوادث الأليمة جرس إنذار يدفعنا إلى ضرورة توخي الحذر والالتزام بقواعد السلامة، سواء على الطرقات أو عند ممارسة الأنشطة الترفيهية. كما تُسلط الضوء على أهمية المسؤولية الاجتماعية والتكافل بين أفراد المجتمع في الأوقات الصعبة، حيث يتجسد التضامن في مواجهة الفاجعة.
تعازي حارة لأسر الضحايا
وفي الختام، لا يسعنا إلا أن نتقدم بأحر التعازي والمواساة لعائلات الفقيدين، وندعو الله أن يتغمدهما بواسع رحمته وأن يلهم ذويهما جميل الصبر والسلوان. ففي مثل هذه الأوقات الصعبة، يبقى الإيمان بقضاء الله وقدره هو السند الوحيد.
المصادر:
المصادر هي موقع جوهرة اف ام، وموقع الصريح، وصفحة فيسبوك أصداء بنقردان، وصفحة فيسبوك مدنيني في باريس.
وقفة تأمل:
قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (لقمان:34).
قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أكثروا ذكر هادم اللَّذات، الموت. يعني اجعلوه على بالكم كثيرًا حتى تعدوا العدّة، والهادم اي القاطع، لأنَّه يقطع اللَّذات في الدنيا، ولكنه يُقرِّب من لذَّات الآخرة، فالغفلة عن الموت وعمَّا بعد الموت من أسباب الطُّغيان والفساد والاستمرار في الشَّر، أمَّا تذكر الموت وما بعده فهو من أسباب التَّوبة والإقلاع والاستعداد للآخرة.
تَذكُّرُ الموتِ والآخرةِ مِن البواعثِ الحقيقيَّةِ على تَحسينِ الصِّلةِ بين العبدِ وربِّه، وإزالةِ شواغلِ الدُّنيا مِن الفِكرِ والعقلِ. أي إنَّ الموتَ هو سَببٌ يمنَعُ المتوغِّلَ في الشَّهواتِ الاستمرارَ في ذلك، وذِكرُه والوقوفُ على حقيقتِه يُعدِّلُ مسارَ هذا العاصي إلى الزِّيادةِ في أفعالِ الجنَّة، والابتعادِ عن كلِّ ما يُقرِّبُ مِن النَّارِ، كما يُنبِّهُ على عدمِ تركِ النَّفسِ لمشاغِلِ الدُّنيا.
أقم صلاتك قبل مماتك، الوقت يمر ولن ينفع الندم بعد الموت، أقم صلاتك قبل مماتك، فهى نور القلب وضياءه، أقم الصلاة فهي عماد الدين وأساسه، وهي راحة القلب وانشراح الصدر، وهي أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة، فإن صلاحها صلاح لأمور حياتك واخرتك بإذن الله.
تعليقات
إرسال تعليق