فاجعة تهز مدخل جرجيس | وفاة شخصين وإصابة امرأة في حادث مرور مأساوي

قصر حديد تصرخ وتستغيث | طرق محفّرة وليالي مظلمة فهل يتحرك المسؤولون؟

بين حفر الطرقات وظلمة الليالي، يعيش أهالي قصر حديد في معاناة لا تنتهي، فهل يتحرّك المسؤولون؟

ليست الحفر مجرّد فجوات في الطريق، وليست الظلمة مجرّد غياب للضوء… إنّها وجع يومي ينهش حياة أهالي قصر حديد، يحرمهم الأمان ويزرع الخوف في قلوبهم. رسالتنا اليوم صرخة موجوعة نوجّهها إلى بلدية البساتين ومعتمدية المرناقية وولاية منوبة، لعلها تجد أذانًا صاغية وقلوبًا رحيمة.

طريق قصر حديد محطة التطهير: حفر لا تنتهي ومعاناة يومية

يشكو أهالي منطقة قصر حديد، خاصة بطريق محطة التطهير، من وضعية كارثية للطريق الذي امتلأ بالحفر والتشققات، ما يجعل المرور عليه أشبه برحلة عذاب يومية للسيارات والمترجّلين على حدّ سواء.

وقد تحوّل الطريق إلى مصدر خطر حقيقي على سلامة المواطنين، حيث تتسبّب الحفر في أعطاب للسيارات، فضلًا عن الصعوبات الكبيرة التي يواجهها التلاميذ والعمال والمرضى في الوصول إلى وجهاتهم.

ويمشي الناس على الطريق وكأنهم يسيرون فوق ألغام، وتتلوّى السيارات وتتألم العجلات، جراء الحفر التي تملأ الطريق.

هذا الطريق الذي من المفترض أن يكون شريان حياة، تحوّل إلى كابوس يؤرق الأهالي صباحًا ومساءً. الأعطاب أصبحت عادة أسبوعية لأغلب السيارات، والناس يجدون أنفسهم محتجزين في بيوتهم حين تتساقط الأمطار أو يفيض الوادي. كل هؤلاء لهم قصص موجعة يرويها هذا الطريق المهترئ.

طريق قصر حديد سيدي علي الحطاب: ظلام دامس يهدّد الأهالي وليل طويل لا ينتهي

ولم تتوقف معاناة أهالي قصر حديد عند الطريق المهترئ فقط، بل يعيش السكان أيضًا مأساة أخرى بطريق سيدي علي الحطاب الذي يغرق في ظلام دامس مع غياب أعمدة التنوير العمومي.

فالطريق يتحوّل ليلا إلى مكان موحش يشكّل خطرًا على المارة، خاصة النساء والأطفال، ويزيد من احتمالات التعرض للسرقات أو الحوادث، ويغرق المكان في ظلمة موحشة تشبه صمت المقابر.

الأمهات يخشين إرسال أبنائهن لقضاء حوائجهم مساءً، والشباب يسيرون متلفتين في خوف من اعتداء أو سرقة. الظلام لا يرحم أحدًا، يزرع القلق في النفوس، ويجعل من كل خطوة مجهولة المصير.

كم من حادثة سرقة حدثت هنا؟ وكم من نفس تعيش الخوف كل ليلة؟ الأهالي اليوم لم يعودوا يطالبون بالرفاهية، بل يطالبون بأبسط حقوقهم: نورٌ يضيء طريقهم ويشعرهم بالأمان في قريتهم التي يحبونها.

إعلان بلدية البساتين: أملٌ يلوح في الأفق

اطّلع أهالي قصر حديد مؤخرًا على إعلان بلدية البساتين عن طلب عروض لمشاريع تعبيد الطرقات وتوسيع شبكة التنوير العمومي. فرحوا للحظة، إذ شعروا أن حلمهم القديم قد يرى النور أخيرًا.

لكنهم يخافون أن تمرّ المشاريع دون أن تشمل منطقتهم المنسية. يخشون أن تظلّ الحفر شاهدة على آلامهم، وأن تبقى الظلمة رفيقة دربهم.

رسالتنا إلى بلدية البساتين ومعتمدية المرناقية وولاية منوبة

في ظل إعلان بلدية البساتين عن طلب عروض لمشاريع تعبيد الطرقات وتوسيع شبكة التنوير العمومي، نوجّه رسالتنا إلى السادة:

• بلدية البساتين
• معتمدية المرناقية
• ولاية منوبة

للتدخّل العاجل وبرمجة مشروع لتعبيد طريق قصر حديد محطة التطهير، وتركيز أعمدة إنارة عمومية بطريق سيدي علي الحطاب، حفاظًا على سلامة المواطنين وكرامتهم، وضمانًا لحقهم في طرقات آمنة ومضيئة تليق بهم.

نرجو إدراج مشروع تعبيد طريق قصر حديد محطة التطهير ضمن أولوياتكم العاجلة، وتركيز أعمدة التنوير العمومي بطريق سيدي علي الحطاب، رحمةً بأهالي المنطقة الذين أنهكتهم الحفر وأرهقتهم الظلمة.

مناشدة إنسانية… قلوبنا تتحدّث قبل ألسنتنا

أيّها المسؤولون، قلوبنا تتكلّم قبل ألسنتنا: تعبيد طريق قصر حديد لم يعد ترفًا، بل صار ضرورة لحفظ حياة الناس وكرامتهم. وإنارة طريق سيدي علي الحطاب ليست ترفًا، بل هي حقّ يضمن السلامة والأمن لأهالي قريتنا.

نرجوكم، لا تجعلوا إعلان طلب العروض مجرّد حبر على ورق. اجعلوه أملًا حقيقيًا يتحقق على الأرض، لتشرق شمس العدالة على قصر حديد، ولتنتهي معاناة سنوات طوال عاشها أهلنا في الظلام وتحت عجلات سياراتهم المتهالكة.

ختاما:

إن أبناء قصر حديد لا يطلبون المستحيل، بل يطالبون بحقّهم المشروع في بنية تحتية تحفظ حياتهم وسلامتهم. نأمل أن يجد نداءنا هذا آذانًا صاغية من المسؤولين، وأن نرى قريبًا الآلات تشرع في تعبيد الطرقات، وأعمدة التنوير تنير ليالي قصر حديد.

قصر حديد، بأهله الطيبين وصبرهم الطويل، يستحقّ أن يعيش أهله مثل غيرهم في طرقات آمنة مضيئة، خالية من الحفر والظلمة. آن الأوان أن تُمدّ لهم يد العون، وتُنصفهم المشاريع التنموية التي ينتظرونها منذ سنين.

لعل هذه الكلمات تصل إلى من يملك القرار… وتصبح بداية فعلية لتغيير حياة الناس للأفضل. قصر حديد يستحق الحياة.