فاجعة تهز قصر حديد في 12 جويلية 2025 | وفاة شاب إثر حادث يفتح باب الأسئلة |
"فاجعة، مصيبة، و لكن نعجز امام الموت، ربي يرحمو اكرم. الغالي، عز شباب قصر حديد، وربي يصبر ميمتو وخواتو و بوه". هكذا علق أحدهم على الفاجعة التي هزت قصر حديد من معتمدية المرناقية في 12 جويلية 2025.
وببالغ الحزن والأسى، نكتب عن حادثة وفاة مؤسفة هزّت أهالي منطقة قصر حديد خاصة، وكل من يعرف الشاب المتوفي عامة. هذه الفاجعة الأليمة ليست مجرد خبر عابر، بل هي صرخة مدوية تكشف عن وجه آخر لواقع مؤلم نعيشه على طرقاتنا.
وفاة شاب في مقتبل العمر إثر حادث مرور أليم ومأساوي يفتح باب التساؤلات مجدداً حول الفوضى المستشرية في الطرقات والغياب الصارخ للرقابة، فهل تساءلت يومًا كيف يمكن أن يتحول طريق عام، من شريان حياة إلى طريق مميت؟ ومن ممر عبور إلى ساحة موت؟
كل ما يحدث في هذا الكون، سواء كان خيرًا أو شرًا، هو بقضاء الله وقدره. ومع ذلك، فإن هذا لا يعني التقاعس عن العمل، بل على العكس، يجب أن نسعى ونبذل قصارى جهدنا، مع الأخذ بالأسباب.. فهل سبب هذا الحادث هو إهمال البنية التحتية للطريق اوانعدام الإنارة؟ أم الجلسات الخمرية وما يعرف بالقعدات الخمرية هي التي حولت هذا الطريق العام إلى طريق قاتل؟
لماذا بعض المظاهر الخطيرة متروكة في شوارعنا دون رادع؟ وهل يدفع الأبرياء حياتهم ثمن لامبالاة البعض؟ هل يعقل أن ندفع ثمن الإهمال بأرواح أبنائنا وشبابنا؟ هل باتت هذه الطريق مقصلة تفتك بأرواح الأبرياء؟
هل من حل لنزيف الأرواح؟ وكيف صارت هذه الطريق نقطة سوداء لحوادث الموت؟ من يتحمّل مسؤولية دماء الأبرياء؟ وما الذي ينتظره المسؤولون المعنيون لوضع حدّ لنزيف الأرواح والخسائر؟ فهل تتحرك الجهات المسؤولة قبل أن نفجع بحوادث جديدة؟ هل يكون هذا الحادث جرس إنذار حقيقياً؟ وهل؟ ومتى؟ سنرى خطوات إصلاحية ملموسة؟
فاجعة "أكرم العويني": قصة موت على طريق محتل
جدّ في الليلة الفاصلة بين 12 و13 جويلية 2025 حادث مرور أليم بمنطقة قصرحديد من معتمدية المرناقية أودى بحياة الشاب أكرم العويني، أحد أبناء المنطقة.
فتحولت فرحة الحياة إلى حزن عميق في المنطقة، بعد أن خطف الموت الشاب أكرم العويني في هذا الحادث المأساوي.
التفاصيل الأولية تشير إلى أن الحادث وقع نتيجة إغلاق جزء من الطريق من قبل شاحنة ثقيلة كانت مركونة بشكل عشوائي، ليس لغرض التحميل أو التفريغ، بل لقعدة خمرية. هذا المشهد، للأسف، أصبح مألوفًا في المنطقة، حيث يتحول الطريق العام إلى ملكية خاصة لمن لا يبالي بالقوانين أو بأرواح الناس.
والفقيد كان في طريقه على دراجته، حين تفاجأ بهذه الشاحنة، ما أدى إلى وقوع الاصطدام الذي أودى بحياته على عين المكان.
إهمال متراكم: من المسؤول عن هذا الفوضى؟
إنها ليست المرة الأولى التي ندفع فيها فاتورة الإهمال والفوضى. فالحوادث المتكررة على هذا الطريق أصبحت كابوسًا يؤرق الأهالي. من المسؤول عن السماح بانتشار هذه المظاهر المشينة؟ أين دور السلطات المحلية والجهوية في فرض القانون وتأمين الطرقات؟ وهل أصبح وجود "قعدات خمرية" في وضح النهار أو الليل، وفي طريق حيوي، أمرًا مقبولًا لا يحرك ساكنًا؟
الطريق يتحول إلى فضاء لـ«جلسات خمرية»
الغريب والمفجع في الحادث أن هذه الشاحنات أو السيارات أو الدراجات – وفق شهادات الأهالي – هي لأشخاص من خارج المنطقة اعتادوا استغلال جزء من الطريق العام لعقد جلسات خمرية، غير عابئين بما يسببه ذلك من تعطيل لحركة المرور وخطر محدق بالمارة.
يتساءل الأهالي: هل أصبح الطريق العام ملكاً خاصاً يُستباح في غياب القانون؟ ولماذا لم تتدخل السلط المحلية أو الأمنية لردع مثل هذه الممارسات الخطيرة؟
الأهالي يطالبون بالتدخل العاجل
الحادث فجّر موجة غضب واسعة في أوساط أهالي قصرحديد الذين عبّروا عن ألمهم لفقدان أحد شباب المنطقة، محملين المسؤولية لكل من يتسبب في تحويل الطرقات إلى مجال للفوضى والعبث.
وطالب متساكنو الحي السلطات المعنية بضرورة التدخل السريع لإزالة مظاهر الاستغلال العشوائي للطريق العام، وربط هذه الطريق بالتنوير العمومي لردع التجمعات المشبوهة التي تحصل ليلاً، حفاظاً على الأرواح والممتلكات.
صرخة استغاثة: هل يستفيق الغيورون؟
ما حدث لأكرم هو جرس إنذار آخر، وصرخة استغاثة يجب ألا تمر مرور الكرام. لقد حان الوقت لوقفة حازمة من أبناء المنطقة الغيورين، ومن كل من يهمه الأمر. يجب أن نوحد جهودنا للضغط على الجهات المعنية لتنظيف هذا الطريق من مظاهر الفوضى، وتوفير الإنارة العمومية، وتطبيق القانون بصرامة على كل من يتعدى على حرمة الطريق العام. فالطريق ملك للجميع، وليس مكانًا للاستهتار بحياة الآخرين.
فقدان شاب يُشعل ناقوس الخطر
وفاة أكرم العويني لم تكن مجرد حادث عرضي، بل ناقوس خطر جديد يقرع أجراس الوعي لدى المجتمع بأكمله. فأرواح الشباب ليست أرقاماً، بل مسؤولية تتحملها السلطات والأهالي على حد سواء.
إن تكرار مثل هذه الحوادث يطرح أسئلة ملحّة حول دور الأمن، وتطبيق القانون، ووعي المواطنين بخطورة استباحة الطريق العام لممارسات لا علاقة لها بحقه الأصلي كمسلك آمن للجميع.
ختاما
هل سيكون حادث أكرم العويني آخر الفواجع، أم أننا سنظل نحصي ضحايا الفوضى في طرقاتنا؟ لماذا تغيب الرقابة على الأماكن التي تتحول ليلاً إلى فضاء للخطر؟ وهل يتحمل المجتمع نصيبه من المسؤولية في الإبلاغ ورفض هذه المظاهر؟
إلى متى سنظل نشاهد أرواح أبنائنا تزهق على طريق يفتقر لأدنى معايير السلامة؟ هل ستنتظر السلطات حوادث أخرى حتى تتحرك؟ وهل ندرك جميعًا أن صمتنا هو مشاركة في هذه الجرائم التي تحدث على مرأى ومسمع منا؟
تعزية ومواساة:
ولا يسع مدونة أخبار المرناقية في هذا المقام الجلل، إلا أن تتقدم بأحر وخالص التعازي إلى عائلة المتوفي، ونسأل الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع ووافر رحمته، وأن يسكنه فراديس جنانه، وأن يلهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان، وإنا لله وانا اليه راجعون. وندعو الله أن يحفظ الجميع من كل سوء ومكروه.
وقفة تأمل:
قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (لقمان:34).
قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أكثروا ذكر هادم اللَّذات، الموت. يعني اجعلوه على بالكم كثيرًا حتى تعدوا العدّة، والهادم اي القاطع، لأنَّه يقطع اللَّذات في الدنيا، ولكنه يُقرِّب من لذَّات الآخرة، فالغفلة عن الموت وعمَّا بعد الموت من أسباب الطُّغيان والفساد والاستمرار في الشَّر، أمَّا تذكر الموت وما بعده فهو من أسباب التَّوبة والإقلاع والاستعداد للآخرة.
تَذكُّرُ الموتِ والآخرةِ مِن البواعثِ الحقيقيَّةِ على تَحسينِ الصِّلةِ بين العبدِ وربِّه، وإزالةِ شواغلِ الدُّنيا مِن الفِكرِ والعقلِ. أي إنَّ الموتَ هو سَببٌ يمنَعُ المتوغِّلَ في الشَّهواتِ الاستمرارَ في ذلك، وذِكرُه والوقوفُ على حقيقتِه يُعدِّلُ مسارَ هذا العاصي إلى الزِّيادةِ في أفعالِ الجنَّة، والابتعادِ عن كلِّ ما يُقرِّبُ مِن النَّارِ، كما يُنبِّهُ على عدمِ تركِ النَّفسِ لمشاغِلِ الدُّنيا.
أقم صلاتك قبل مماتك، الوقت يمر ولن ينفع الندم بعد الموت، أقم صلاتك قبل مماتك، فهى نور القلب وضياءه، أقم الصلاة فهي عماد الدين وأساسه، وهي راحة القلب وانشراح الصدر، وهي أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة، فإن صلاحها صلاح لأمور حياتك واخرتك بإذن الله.
تعليقات
إرسال تعليق