فاجعة تهز ولاية قابس في 09 جويلية 2025 | وفاة شخص واصابة اثنين آخرين في حادث |
هل باتت طرقات قابس مقصلة تفتك بأرواح الأبرياء؟ وكيف تحوّلت قنطرة واد تمولة إلى نقطة سوداء لحوادث الموت؟ وما الذي ينتظره المسؤولون لوضع حدّ لنزيف الأرواح والخسائر؟
حادث قاتل يهز قابس
شهدت ولاية قابس مساء يوم الأربعاء 09 جويلية 2025، حادث مرور مأساوي على مستوى قنطرة واد تمولة، أسفر عن وفاة شخص يبلغ من العمر 57 سنة على عين المكان، وإصابة شخصين آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. وقد تم نقل المصابين إلى المستشفى الجامعي بقابس لتلقي الإسعافات اللازمة.
ووفق ما أفاد به شهود عيان ومصادر محلية، فإن الحادث تمثل في اصطدام سيارتين على الطريق المذكورة، وسط حالة من الصدمة والحزن بين المواطنين.
طرقات متهالكة… وغضب يتصاعد
لم تمر ساعات على الحادث حتى عجّت وسائل التواصل الاجتماعي بتعليقات غاضبة، حيث حمّل عديد المواطنين المسؤولية إلى وضعية الطرقات والجسور المتردية في قابس، وغياب الصيانة والتهيئة اللازمة، ما يجعل كل حادث بمثابة كارثة محققة.
علق M.R: "يا خوية @مندوبية التجهيز بقابس لا خدمة لا قدمة، ما زاد حتى كياص، ثنية تمولة الحوادث فيها الكل مميتة وكارثية، بمعنى شوف حل للبنى التحتية متاعك و إلا صرح قول نشالله تموت لعباد مهم شهرية تمشي، كامل الجسور في قابس حالة كارثية، الطقرقات الكل ضيقة، والخسائر البشرية في تزايد، والحل بيانات كاذبة للمواطنين بتغيير والإصلاح، باش نبقو صفر و تحت الصفر في وقت ولايات مجاورة قاعدة تتقدم بصفة ملحوظة على مستوى التجهيز."
الظلام الدامس يفاقم المخاطر
لم تقتصر الانتقادات على سوء حالة الطرقات فحسب، بل امتدت لتشمل غياب الإنارة على أجزاء كبيرة من طريق تمولة. حيث علق Cho Kri يشكو من غياب الإنارة قائلا: "الطريق هكا من غير انارة حتى لقريب توصل لكتانة.. تفوت قنطرة واد السراق ويبدى ظلمة دحيس.. بعد يرجع الضو في المفترق متع قهوة الجوالي. بعد من المفترق لكتانة ظلمة.. فالرجاء من بلدية تبلبو وكتانة تركيز اعمدة انارة.. وربي يرحم المتوفي و يشفي المصابين." هكذا وصف أحد المواطنين الوضع، مطالبًا بلديتي تبلبو وكتانة بتركيز أعمدة الإنارة لتقليل مخاطر الحوادث الليلية.
هوية المتوفي تهز مشاعر أهالي قابس
خلّف الحادث حالة حزن كبيرة بعد الكشف عن هوية المتوفي، إذ تبيّن أنه كهل يدعى عزالدين بعبو، أصيل حي المنارة. وامتلأت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي برسائل التعازي والترحم عليه، حيث كتب قريبه Yassine Missaoui: «إن لله وإن إليه راجعون… خالي عزالدين بعبو في ذمة الله.»
وكتب Rabiie Salah: «إن لله وإن إليه راجعون خالي عزالدين بعبو في ذمة الله.»
مطالب بالإصلاح… فهل تتحرك الجهات المسؤولة؟
يتساءل كثيرون اليوم: إلى متى ستظل طرقات قابس تحصد الأرواح؟ وهل تتحرك الجهات المسؤولة لإصلاح الطرقات المهترئة والجسور المتهالكة قبل أن نفجع بحوادث جديدة؟ أم سنظل نعدّ ضحايانا واحداً تلو الآخر وسط بيانات رسمية تطمئن دون أفعال على أرض الواقع؟
السرعة والتجاوز الممنوع.. عوامل قاتلة
بالإضافة إلى العوامل المتعلقة بالبنية التحتية، أشار البعض إلى أن التجاوز الممنوع والسرعة المفرطة قد ساهما بشكل كبير في وقوع الحادث. يؤكد ذلك أحد المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي: "حادث خطير حاليا على مستوى طريق تمولة بسبب المجاوزة الممنوعة والإفراط في السرعة يخلف قتيل وإصابة خطيرة".
ختاما
في ظل تواصل نزيف الأرواح على طرقات قابس، هل يكون حادث قنطرة واد تمولة جرس إنذار حقيقياً؟ ومتى تتحرّك الجهات المسؤولة لتوفير طرقات آمنة تحفظ حياة الناس؟ وهل يكفي تقديم التعازي للضحايا دون خطوات إصلاحية ملموسة؟ شاركونا آراءكم: من يتحمّل المسؤولية؟ وكيف يمكن الحد من هذه الحوادث القاتلة؟
المصادر:
مصادر الصور والمعلومات والفيديو موقع ديوان اف ام وحسابات وصفحات فيسبوك.
تعزية ومواساة:
ولا يسع مدونة أخبار المرناقية في هذا المقام الجلل، إلا أن تتقدم بأحر وخالص التعازي إلى عائلة المتوفي، ونسأل الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع ووافر رحمته، وأن يسكنه فراديس جنانه، وأن يلهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان، وإنا لله وانا اليه راجعون. ونسأل الله الشفاء العاجل للمصابين. وندعو الله أن يحفظ الجميع من كل سوء ومكروه.
سرعة ودقّة الإعلام تحقق نجاعة التدخل:
عند الاتصال برقم النجدة للحماية المدنية 198، ولضمان سرعة ودقة التدخل وبالتالي نجاعته، يجب الإدلاء بالمعطيات التالية بوضوح وهدوء، وتذكر أن توفير هذه المعلومات بدقة وسرعة يسهم بشكل كبير في تسريع وصول فرق الإنقاذ وتقديم المساعدة اللازمة بفعالية، مما قد ينقذ الأرواح ويقلل من الأضرار:
- نوع الحادث: تحديد طبيعة الحالة الطارئة بدقة (حريق، حادث مرور، غرق، انهيار مبنى، اعتداء، تسمم، إلخ).
- المكان والعنوان بالتفصيل: ذكر الموقع الدقيق للحادث مع تضمين اسم الشارع، رقم المبنى، أقرب معلم بارز، أو أية تفاصيل أخرى تساعد فرق النجدة على الوصول السريع.
- عدد المصابين وحالة الإصابات: تقدير أولي لعدد الأشخاص المتضررين ووصف موجز لطبيعة إصاباتهم (خطيرة، طفيفة، عالقون، إلخ).
- الحالات الخاصة: الإشارة إلى أي ظروف استثنائية تتطلب تعاملاً خاصًا (وجود مصاب تحت الأنقاض، شخص محاصر داخل سيارة، احتمال وقوع انفجار، وجود مواد خطرة، إلخ).
- اسم المتصل ورقم هاتفه: تقديم اسمك ورقم هاتفك لكي يتمكن فريق النجدة من التواصل معك للحصول على تفاصيل إضافية إذا لزم الأمر.
- وصف موجز لما حدث: تقديم شرح مختصر لكيفية وقوع الحادث إذا كنت شاهدًا عليه، مما يساعد في فهم طبيعة الوضع وتقدير الاحتياجات.
- البقاء على الخط حتى وصول النجدة: عدم قطع الاتصال إلا بعد التأكد من أن فريق النجدة لديه كافة المعلومات الضرورية وقد أذن لك بذلك.
وقفة تأمل:
قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (لقمان:34).
قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أكثروا ذكر هادم اللَّذات، الموت. يعني اجعلوه على بالكم كثيرًا حتى تعدوا العدّة، والهادم اي القاطع، لأنَّه يقطع اللَّذات في الدنيا، ولكنه يُقرِّب من لذَّات الآخرة، فالغفلة عن الموت وعمَّا بعد الموت من أسباب الطُّغيان والفساد والاستمرار في الشَّر، أمَّا تذكر الموت وما بعده فهو من أسباب التَّوبة والإقلاع والاستعداد للآخرة.
تَذكُّرُ الموتِ والآخرةِ مِن البواعثِ الحقيقيَّةِ على تَحسينِ الصِّلةِ بين العبدِ وربِّه، وإزالةِ شواغلِ الدُّنيا مِن الفِكرِ والعقلِ. أي إنَّ الموتَ هو سَببٌ يمنَعُ المتوغِّلَ في الشَّهواتِ الاستمرارَ في ذلك، وذِكرُه والوقوفُ على حقيقتِه يُعدِّلُ مسارَ هذا العاصي إلى الزِّيادةِ في أفعالِ الجنَّة، والابتعادِ عن كلِّ ما يُقرِّبُ مِن النَّارِ، كما يُنبِّهُ على عدمِ تركِ النَّفسِ لمشاغِلِ الدُّنيا.
أقم صلاتك قبل مماتك، الوقت يمر ولن ينفع الندم بعد الموت، أقم صلاتك قبل مماتك، فهى نور القلب وضياءه، أقم الصلاة فهي عماد الدين وأساسه، وهي راحة القلب وانشراح الصدر، وهي أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة، فإن صلاحها صلاح لأمور حياتك واخرتك بإذن الله.
تعليقات
إرسال تعليق