القائمة الرئيسية

الصفحات

ولاية سليانة 08 جويلية 2025 | وفاة شاب من بنورية غرقا في سد سليانة يفتح باب الأسئلة


ولاية سليانة 08 جويلية 2025 | وفاة شاب من بنورية غرقا في سد سليانة يفتح باب الأسئلة
ولاية سليانة 08 جويلية 2025 | وفاة شاب من بنورية غرقا في سد سليانة يفتح باب الأسئلة



ببالغ الحزن والأسى، نكتب عن حادثة وفاة مؤسفة هزّت أهالي ولاية سليانة عامة، وأهالي منطقة "بنورية" التابعة لعمادة "الڨصاب خاصة. ففي يوم الثلاثاء الموافق لــ 8 جويلية 2025، انتشلت فرق الحماية المدنية جثة شاب عشريني من سد سليانة بعد أن لقي حتفه غرقًا. هذه الفاجعة الأليمة ليست مجرد خبر عابر، بل هي صرخة من الأعماق مدوية وتكشف عن واقع مرير يعيشه متساكني "بنورية" بسبب انقطاع الماء الصالح للشرب منذ عيد الإضحى، وهذا ما يدفع شبابهم للسباحة في السد في هذا الحر الشديد حسب رواياتهم.


هذه الواقعة تفتح الباب لعدة أسئلة: ما الأسباب التي دفعت الشاب للسباحة في منطقة خطرة؟ هل هي "شدة الحر" أم هل حقا توجه للسباحة بالسد لأنه لم يجد ماء يستحم به في منزله؟ ولماذا لم يتمّ منعه من السباحة؟ أين الرقابة والحراسة بالسد؟ هل يمكن الحديث عن إهمال في هذه الواقعة؟ هل كان الغرق نتيجة إهمال أم قضاء وقدر؟ وأين دور السلطات؟ هل تتحرّك السلطات المعنية أم تظلّ صامتة؟ هل ستكون هذه المأساة جرس إنذار للسلطات المعنية للتحرك وتأمين هذه المواقع، أم ستظل أرواح الشباب رهينة للإهمال؟ فهل ستتحرك لحماية أرواح الشباب مستقبلاً؟ أم أننا سننتظر الفاجعة القادمة؟ هل ستكون هذه الفاجعة الشرارة التي تدفع إلى تغيير حقيقي ينهي هذه الحوادث، أم أنها ستُضاف إلى قائمة طويلة من المآسي المنسية؟ وهل سيكون لهذه الواقعة ما بعدها؟


مأساة الغرق: تفاصيل موجعة


في مشهد مؤلم، من يوم الثلاثاء 08 جويلية 2025، تحول سد سليانة من مصدر للحياة إلى مسرح لمأساة مفجعة. فقد فارق شاب الحياة ولفظ أنفاسه الأخيرة غرقًا أثناء السباحة.


كان يسبح في مياه السدّ حين اختفى فجأة عن الأنظار، في وقت لا تتوفر فيه أي رقابة أو إشراف بالمكان.


وبُعيد ساعات انتشلت وحدات الحماية المدنية جثته من مياه سدّ سليانة. ووفقًا للمعطيات الأولية، فإن المتوفي يُدعى سفيان الجويني، أصيل منطقة "بنورية" التابعة لعمادة "الڨصاب" من ولاية سليانة.


بينما لا تزال الظروف المحيطة بالحادث غامضة، فتحت الجهات الأمنية تحقيقًا عاجلاً لكشف الملابسات. لقد تم نقل جثمان الشاب إلى قسم الطب الشرعي لتشريحه وتحديد الأسباب الدقيقة للوفاة.


هل كان الغرق نتيجة إهمال الرقابة على السدود أم قضاء وقدر؟


حادثة سد سليانة تفتح الجدل على قضية أخرى بالغة الأهمية: غياب أي شكل من أشكال الحراسة أو الرقابة على السد، رغم خطورته المعروفة. سدود البلاد والمجمعات المائية ليست مؤهلة للسباحة أو الاستجمام، نظرًا لعمقها، والتيارات الجارفة، وغياب التجهيزات المنقذة.


وهذا ما دفع العديد من النشطاء المحليين إلى التساؤل: لماذا لا يتمّ تأمين هذه الأماكن؟ من يتحمّل مسؤولية موت هذا الشاب؟ وهل يمكن أن تُفتح تحقيقات جادّة لمعرفة ما إذا كان هناك تقصير؟


وهل ستكون هذه المأساة جرس إنذار للسلطات المعنية للتحرك وتأمين هذه المواقع، أم ستظل أرواح الشباب رهينة للإهمال؟


مفارقة موجعة... والماء حق موش مزية


خلف تفاصيل الغرق المأساوية، تتكشف أبعاد أخرى أكثر إيلامًا. الشاب غرق في مياه السد للذهاب للاستحمام لأن "الحر شديد" وقريته بنورية تعاني من انقطاع الماء الصالح للشرب منذ ما قبل عيد الأضحى؟ هذا التناقض الصارخ ليس سوى انعكاس لواقع مرير تعيشه المنطقة.


وهذه هي المفارقة الموجعة التي أثارت غضبًا واسعًا على فيسبوك، وهو ما عبّر عنه أحد ناشطي منصفة فيسبوك "أكرم الأبيض" بالقول: "إبن منطقة بنورية، إلي توفى اليوم غرقاً في سد سليانة الله يرحمو، الماء مقصوص على جهتهم من قبل عيد الإضحى يعني الناس ما لڨتش باش دوش، إن شاء الله يلڨوا الماء باش يغسلوه".



هكذا لخص أكرم الأبيض الوضع، متسائلًا بمرارة: "إن شاء الله يلقوا الماء باش يغسلوه؟". هذه ليست مجرد شكوى، بل هي صرخة استغاثة تفضح عجز السلطات المعنية ولا مبالاتها.


ثم يضيف تدوينة اخرى مرفقة بفيديو قائلا: الماء في بنورية حق مهوش مزية يا سيادة المسؤولين في ولاية سليانة بنورية الماء مقصوص عليها من قبل عيد الإضحى .





ختاما: هل تتحرّك السلطات المعنية أم تظلّ صامتة؟


حادثة غرق الشاب سفيان (الله يرحمه ويصبر عائلته) ليست مجرّد حادث عرضي، بل مرآة تعكس مشاكل أعمق. والأسئلة التي تفرض نفسها بقوة هي: هل ستكون هذه الفاجعة الشرارة التي تدفع إلى تغيير حقيقي ينهي هذه الحوادث، أم أنها ستُضاف إلى قائمة طويلة من المآسي المنسية؟ فهل ستتحرك السلط المعنية لحماية أرواح الشباب مستقبلاً؟ أم أننا سننتظر الفاجعة القادمة؟


تعزية ومواساة:


ولا يسع مدونة أخبار المرناقية في هذا المقام الجلل، إلا أن تتقدم بأحر وخالص التعازي إلى عائلة المتوفي، ونسأل الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع ووافر رحمته، وأن يسكنه فراديس جنانه، وأن يلهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان، وإنا لله وانا اليه راجعون. وندعو الله أن يحفظ الجميع من كل سوء ومكروه.


وقفة تأمل:


قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (لقمان:34).


قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أكثروا ذكر هادم اللَّذات، الموت. يعني اجعلوه على بالكم كثيرًا حتى تعدوا العدّة، والهادم اي القاطع، لأنَّه يقطع اللَّذات في الدنيا، ولكنه يُقرِّب من لذَّات الآخرة، فالغفلة عن الموت وعمَّا بعد الموت من أسباب الطُّغيان والفساد والاستمرار في الشَّر، أمَّا تذكر الموت وما بعده فهو من أسباب التَّوبة والإقلاع والاستعداد للآخرة.


تَذكُّرُ الموتِ والآخرةِ مِن البواعثِ الحقيقيَّةِ على تَحسينِ الصِّلةِ بين العبدِ وربِّه، وإزالةِ شواغلِ الدُّنيا مِن الفِكرِ والعقلِ. أي إنَّ الموتَ هو سَببٌ يمنَعُ المتوغِّلَ في الشَّهواتِ  الاستمرارَ في ذلك، وذِكرُه والوقوفُ على حقيقتِه يُعدِّلُ مسارَ هذا العاصي إلى الزِّيادةِ في أفعالِ الجنَّة، والابتعادِ عن كلِّ ما يُقرِّبُ مِن النَّارِ، كما يُنبِّهُ على عدمِ تركِ النَّفسِ لمشاغِلِ الدُّنيا.


أقم صلاتك قبل مماتك، الوقت يمر ولن ينفع الندم بعد الموت، أقم صلاتك قبل مماتك، فهى نور القلب وضياءه، أقم الصلاة فهي عماد الدين وأساسه، وهي راحة القلب وانشراح الصدر، وهي أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة، فإن صلاحها صلاح لأمور حياتك واخرتك بإذن الله.

تعليقات

التنقل السريع