ولاية القيروان 12 جويلية 2025 | طفل بين الحياة والموت إثر حادث في العين البيضاء |
هل أصبحت أخبار الحوادث المفجعة بمنطقة العين البيضاء جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية؟ لماذا يتحوّل منعرج واحد إلى كابوس يُهدّد حياة الأطفال والكبار؟ كيف تُصبح طريق وطنية مسرحاً لحوادث دامية كل شهر تقريباً؟ وهل تتحرّك السلطات قبل وقوع الفاجعة القادمة؟
منعرج خطير… نقطة سوداء تنزف أرواح الأبرياء
مرة أخرى، تهتز منطقة العين البيضاء على وقع حادث مرور مأساوي بتاريخ السبت 12 جويلية 2025، ضحيته هذه المرة طفل بريء، "إياد بن رابح قمر فجاري"، (د.ه.س.ت.ه) سيارة من نوع D-Max في المنعرج الخطير على الطريق الوطني رقم 3 الذي طالما نبّه الأهالي إلى خطورته.
تم نقل الطفل على جناح السرعة إلى المستشفى المحلي بالقيروان وسط حالة من الذهول والحزن خيّمت على سكان المنطقة. هذه ليست المرة الأولى وللأسف قد لا تكون الأخيرة، فكم من الأرواح أزهقت وكم من العائلات تضررت في هذه "النقطة السوداء"؟
الأهالي يصفون هذا المكان بـ«طريق الموت» نظراً للحوادث المتكرّرة التي تقع فيه، معتبرين أنه نقطة سوداء تلتهم الأرواح وتحوّل حياة العائلات إلى مأساة متكرّرة.
مطالب صارخة من الأهالي… فهل من مجيب؟
لا يكاد يمر شهر دون أن تسجل فاجعة في العين البيضاء. الأهالي يصرخون ويستغيثون، مطالبين بتدخل السلطات المعنية لوضع حد لهذه المآسي المتكررة. تعليقات المواطنين على وسائل التواصل الاجتماعي تضج بالغضب واليأس، ومن بينها:
- سعيد بن حسين سالمي: «لازم السلطات تتحرك وتجهّز الطريق بمرافق تقلل من الحوادث، كل شهر فاجعة جديدة!»
- «السيارات لا تحترم قواعد المرور وأكثر الضحايا أطفال وشيوخ… الله يشفي الطفل ويرجّعه لأهله سالماً.» – Nour Atia
- «يا لطيف، لا ماء، لا بنية تحتية تصلح، فيق يا مسؤول، تعرف كان تشد البيرو والامتيازات.» – Fejjari Sihem
تتنوّع الحلول التي يقترحها المواطنون بين وضع مطبّات (دودانات)، تركيب إشارات تنبيهية ضوئية، أو حتى إعادة هندسة الطريق بالكامل لتفادي المنعرج الخطير.
هل تتحرّك السلطات قبل وقوع الكارثة التالية؟
ورغم توالي الحوادث، يؤكد الأهالي غياب أي إجراءات عملية على الأرض، وسط تساؤلات متكرّرة: إلى متى سيظل المسؤولون يتجاهلون هذه الكارثة؟ وماذا ينتظرون أكثر من دماء الأطفال المراقة على الأسفلت كي يتحركوا؟
في المقابل، يعبّر البعض عن خيبة أملهم من بطء التفاعل مع مثل هذه القضايا المصيرية، مطالبين بخطة عاجلة لإنقاذ الأرواح وحماية أبناء المنطقة من الحوادث المميتة التي صارت حدثاً مألوفاً ومؤلماً في نفس الوقت.
إهمالٌ متعدد الأوجه: ليس فقط حوادث الطرقات
المشكلة في العين البيضاء تتجاوز حوادث المرور. الأهالي يعانون من إهمال شامل يمس أبسط مقومات الحياة الكريمة. انقطاع يومي للكهرباء والماء، بنية تحتية متردية لا تليق بطريق وطني حيوي. أحد المعلقين (علي الديواني) يلخص الوضع قائلاً: "أقسم بالله معاناة، هذي المنطقة كبير جداً، أولاً الحوادث قد تكون يومية، والانقطاع اليومي للكهرباء والماء حدث ولا حرج، والمسؤولين زعام كان خلص الزبلة والخروبة وشادين كان الزواولة هات خلص هات هات."
حلولٌ بسيطة تنتظر التنفيذ
الحلول المطروحة من قبل الأهالي بسيطة وواقعية، ولا تحتاج إلى ميزانيات ضخمة: إنشاء مطبات صناعية (دودانات) للحد من سرعة السيارات، وضع علامات تحذيرية واضحة، وإصلاح البنية التحتية للطريق. هل يعجز المسؤولون عن توفير هذه الحلول التي قد تنقذ أرواح الأبرياء؟ أم أن حياة المواطنين لا تزن شيئاً أمام لامبالاتهم؟
ختاما
إلى متى ستظل منطقة العين البيضاء عنوانًا للحوادث المتكررة والإهمال الصارخ؟ هل ننتظر المزيد من الضحايا لتتحرك الضمائر؟ وماذا يتطلب الأمر لتحويل "طريق الموت" هذا إلى طريق آمن ومُؤهل؟
هل ستظلّ الأرواح تُزهق في منعرج الموت دون حل جذري؟ وهل تتحرّك الجهات المعنية قبل أن نفجع بخبر مأساوي جديد؟ ومتى تتحوّل وعود الإصلاح إلى واقع يضمن سلامة الأهالي وأطفالهم؟
شاركنا رأيك: ما الحل الأنسب لمعالجة خطر هذا المنعرج؟ وهل لديك اقتراحات أو تجارب مشابهة في مناطق أخرى؟
تعليقات
إرسال تعليق