القائمة الرئيسية

الصفحات

بالتزامن مع خليج المنستير | بحر سليمان ولاية نابل يشهد نفوق أعداد هائلة من الأسماك


بالتزامن مع خليج المنستير | بحر سليمان ولاية نابل يشهد نفوق أعداد هائلة من الأسماك
بالتزامن مع خليج المنستير | بحر سليمان ولاية نابل يشهد نفوق أعداد هائلة من الأسماك



تشهد السواحل الشرقية لتونس، وخاصة خليج المنستير وبحر سليمان من ولاية نابل، وضعًا بيئيًا خطيرًا يتمثل في نفوق أعداد كبيرة من الكائنات البحرية، في مشهد أثار الهلع في صفوف المواطنين والبحارة. وأعاد إلى الواجهة التحذيرات من ظاهرة المد الأحمر. هذه الظاهرة البيئية غير المعتادة، تعود حسب ما أكدته وزارة الفلاحة، إلى تكاثر الطحالب المجهرية (blooms) وليس البكتيريا كما كان الحال في السنوات السابقة.


ما هي ظاهرة المد الأحمر؟


"المد الأحمر" هو تكاثر مفرط لأنواع من الطحالب الدقيقة التي تطلق سمومًا في البحر، تؤثر سلبًا على الكائنات البحرية، مما يؤدي إلى اختناق ونفوق الأسماك بكثافة. وتزداد هذه الظاهرة في فترات الحرارة العالية وركود التيارات البحرية، وقد تكون مؤشراً على تلوث عضوي في المياه.


انتشار الظاهرة من المنستير إلى نابل: سواحل مهددة


انطلقت التحذيرات الأولى من خليج المنستير بين 18 و21 جوان 2025، خاصة بالمناطق الممتدة من قصيبة المديوني إلى لمطة وصيادة. لاحقًا، تم تسجيل نفوق جماعي للأسماك ببحر سليمان، ما يشير إلى امتداد الظاهرة البيئية بشكل مقلق.


وقد أكدت منشورات وشهادات موثقة على صفحات رسمية على فيسبوك مثل Radio Monastir، أن بحر سليمان شهد هو الآخر كميات كبيرة من الأسماك النافقة تطفو على سطح الماء، في مشهد غير مألوف ينذر بخطر بيئي يمتدّ بسرعة.



الأسباب العلمية: لماذا حصل النفوق الجماعي؟


حسب البلاغ التوضيحي لوزارة الفلاحة، فإن هذه الظاهرة تعود إلى عدة عوامل بيئية متداخلة ساهمت في خلق ظروف مثالية لتكاثر الطحالب المجهرية، من بينها:


  • وفرة المغذيات في المياه بسبب الأمطار الربيعية والتصريفات الحضرية
  • تفكك الطحالب الخضراء (Ulva spp.) التي أطلقت كميات كبيرة من المغذيات
  • ارتفاع درجات حرارة المياه (بين 26 و32 درجة)
  • ركود المياه وانعدام الرياح
  • انخفاض شديد في نسبة الأوكسجين، وصولاً إلى حالات انعدام كامل (anoxia)

كل هذه العوامل أدت إلى اختناق الأسماك والكائنات البحرية ونفوقها بأعداد ضخمة.



تحاليل معمقة وتدخّل ميداني:


قامت فرق علمية مختصة من المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار بالتنسيق مع الإدارات المختصة، بحملتين ميدانيتين لجمع العينات من مواقع مختلفة في خليج المنستير، وخلال يوم 21 جوان في منطقة غار الملح وسيدي علي المكي.


العينات تخضع حاليًا لتحاليل فيزيائية وكيميائية ورسوبية في مخابر المنستير، حلق الواد وصلامبو، بهدف:


  • تشخيص أنواع الطحالب المتسببة
  • قياس نسب المغذيات والملوثات
  • فهم العوامل الدقيقة للظاهرة

توصيات وتحذيرات للمواطنين


وزارة الفلاحة وجهت بلاغًا تحذيريًا شديد اللهجة دعت فيه إلى:


  • عدم صيد أو ترويج أو استهلاك الأسماك النافقة أو مجهولة المصدر
  • الالتزام بالشراء فقط من مسالك التوزيع الرسمية والخاضعة للمراقبة البيطرية
  • الإبلاغ عن أي تجاوزات فورية


كما تم تركيز فريق مراقبة ميدانية دائم منذ صباح 22 جوان 2025 يتكون من طبيب بيطري وحرس صيد بحري، للتصدي لأي محاولة لجمع أو بيع الأسماك النافقة.


ختاما:


إن الظاهرة البيئية الخطيرة التي تشهدها سواحل تونس اليوم ليست مجرّد حدث عرضي، بل نتيجة مباشرة لتغيرات بيئية ومناخية متسارعة، تتطلب وعيًا مجتمعيًا وتدخلاً عاجلًا. التوعية واليقظة هما خط الدفاع الأول لحماية الصحة العامة والثروة البحرية.

أنت الان في اول موضوع

تعليقات

التنقل السريع