أهالي قصر حديد المرناقية: ستاغ تتطالب بالفواتير مدفوعة ولكن الخدمة مفقودة |
أخبار المرناقية - 17جوان: تخيلوا أنفسكم في عام 2025، وما زلتم تعيشون كابوس انقطاع التيار الكهربائي وضعفه بشكل يومي. هذا ليس وصفًا لقرية نائية في زمن غابر، بل هو واقع مرير يعيشه أهالي منطقة قصر حديد بولاية منوبة، وتحديدًا في بلدية البساتين ومعتمدية المرناقية. لسنوات طوال، وهم يناشدون، يصرخون، ويطلبون أبسط حقوقهم: تيار كهربائي مستقر ومناسب للحياة الكريمة. فمتى ستنتهي هذه المعاناة المستمرة؟ ومتى ستستجيب السلطات لصوت أهالي "قصر حديد" الذين أنهكهم هذا المشكل المزمن؟
شبكة متهالكة وتزايد سكاني لم يراعَ: وصف لأزمة متفاقمة
تكمن جذور هذه الأزمة في معادلة بسيطة ومعقدة في آن واحد: شبكة كهربائية قديمة ومتهالكة لم تعد تواكب الزيادة السكانية الهائلة. ففي عام 1984، حين تم تركيب شبكة التنوير الكهربائي والمحول الخاص بقصر حديد، كان عدد السكان ضئيلاً. أما اليوم، وبعد مرور عقود، تضاعف عدد الأسر، وتزايدت الحاجة إلى التيار الكهربائي بشكل كبير، ومع ذلك، بقيت الشبكة على حالها، دون صيانة حقيقية أو تحديث يذكر.
تخيلوا أن قوة التيار في منازلنا غالبًا ما تسجل 188 فولت، وقد تصل في أوقات الذروة إلى 150 فولت، بل وتنخفض إلى 140 فولت في الأيام الحارة (الشهيلي)، بينما المعيار الطبيعي الذي تحتاج إليه أجهزتنا هو 220 فولت. هذه الفولتية المنخفضة لا تعني فقط ضعف الإضاءة، بل تعني بشكل مباشر تعطل الأجهزة الكهربائية وتلفها المتكرر. الثلاجات تتوقف، المكيفات لا تعمل، الغسالات والمكاوي تعاني، وحتى أبسط الأجهزة المنزلية تصبح عديمة الفائدة. لقد أصبح التذبذب وانقطاع التيار لبضع ثوان ثم عودته أمرًا يوميًا، يدمر ممتلكاتنا ويزيد من إحباطنا. هذا خطر مباشر على سلامة السكان وراحتهم، خاصة العائلات التي تضم أطفالًا أو مرضى أو كبار سن.
الوعود تتوالى... والحل يراوح مكانه: متى نرى التنفيذ؟
لقد تابعنا عن كثب الوعود والجهود المبذولة، ونحن نُثمن كل خطوة تُتخذ في هذا الاتجاه. ففي أواخر شهر جوان 2024، وبعد زيارة ميدانية للمولد الكهربائي في قصر حديد بحضور مسؤولين من الشركة التونسية للكهرباء والغاز ومعتمد المرناقية وأعضاء المجلس المحلي، تم الاتفاق على "التدخل العاجل والسريع لتقوية الضغط الكهربائي وتركيز "double transfo" (محول مزدوج) في أقرب الآجال". وفي أوائل أوت 2024، وردنا خبر المصادقة على مشروع خزان كهربائي جديد، وأن الأشغال ستنطلق في غضون 15 يومًا.
لقد مرت الآن أشهر طويلة، بل وسنة كاملة على هذه الوعود! وقبلها سنوات، ورغم بعض التحركات والزيارات الميدانية التي جرت في جوان وجويلة وأوت 2024، ومنها زيارة مدير إقليم الشركة التونسية للكهرباء والغاز، ولكن لليوم 17 جوان 2025 لم يتغير شيء يذكر، ما زلنا نعاني من نفس المشكل، بل ويبدو أنه يزداد سوءًا مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة. فهل كانت تلك الوعود مجرد حبر على ورق؟ وأين هو هذا "التدخل العاجل" و"المشروع الجديد" الذي طال انتظاره؟
كفى إهمالاً! دعوة للمسؤولية والعمل الفوري
إننا، أهالي قصر حديد، نؤكد أن دفع فواتير الكهرباء هو واجب علينا، ولكن توفير خدمة ذات جودة هو حقنا الأساسي. لا يمكن للشركة التونسية للكهرباء والغاز أن تطالبنا بالسداد بينما لا توفر لنا أدنى مقومات جودة الضغط الكهربائي.
لذلك، نوجه نداءً عاجلاً إلى كل المسؤولين المعنيين، وعلى رأسهم الشركة التونسية للكهرباء والغاز (STEG) على المستويين الجهوي والوطني، السلطات المحلية في معتمدية المرناقية والجهوية في ولاية منوبة، وزارة الطاقة والمناجم، نطالبكم بالتدخل الفوري والعاجل لـ:
- تجديد وتقوية المولد الكهربائي وتغييره.
- تجديد شبكة الكوابل الكهربائية بالكامل لتنسجم مع الكثافة السكانية الحالية والطلب المتزايد على التيار الكهربائي.
- الالتزام بالمواعيد المحددة للوعود المقدمة والتنفيذ الفعلي للمشاريع المصادق عليها.
نحن اليوم، ومن خلال هذا المقال، نُوجّه نداء عاجلًا، أنقذوا قصر حديد. أنقذوا السكان من معاناة كهربائية لا تنتهي. الضغط الكهربائي لا يقلّ أهمية عن الماء والخبز. لا يمكن أن تواصل شركة الكهرباء مطالبة المواطنين بخلاص الفواتير، بينما لا توفّر الحدّ الأدنى من الجودة والسلامة.
إن صحتنا وصحة أجهزتنا الكهربائية وممتلكاتنا في خطر، وحياتنا اليومية تتأثر سلبًا بشكل كبير. لقد سئمنا من الوعود التي لا تُنفذ، ومن المعاناة التي تتجدد عامًا بعد عام.
ختاما: أملنا في الاستجابة ...
إن أهالي قصر حديد يستحقون حياة كريمة وتيارًا كهربائيًا مستقرًا. أملنا كبير في استجابتكم السريعة والفعالة لهذه المشكلة التي طال أمدها. نترقب بفارغ الصبر الإجراءات الملموسة التي ستُتخذ لوضع حد لهذه المعاناة.
متساكنو قصر حديد لا يطلبون المستحيل، ولا امتيازات خاصة، ولا مشاريع ضخمة، فقط شبكة كهرباء تشتغل بضغط طبيعي يضمن السلامة والراحة لكل منزل. فهل يُعقل في 2025 أن تعيش منطقة بالكامل بهذا المستوى من التدهور الكهربائي؟!
تعليقات
إرسال تعليق