ولاية جندوبة | فتح بحث تحقيقي اثر العثور على جثّة طفل ببحيرة جبلية |
شهدت ولاية جندوبة أمس الأربعاء 11 جوان 2025، حادثة مأساوية، تمثلت في العثور على جثة طفل يافع (دون 18 عامًا) ببحيرة وادي اللبن في منطقة بولعابة ببلطة بوعوان. وقد أذن وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بجندوبة بفتح تحقيق فوري لكشف الملابسات، التي يشتبه في أنها (ج.ر.ي.م.ة) (ق.ت.ل) عمد مع سابقية القصد.
تفاصيل الواقعة والتحرك القضائي:
تلقت النيابة العمومية إخطارًا بالواقعة من مركز الحرس الوطني ببوعوان، ما استدعى تحركًا سريعًا من قبل السلطات القضائية والأمنية. حيث انتقل ممثل النيابة العمومية وقاضي التحقيق المتعهد بالبحث، برفقة أعوان فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بجندوبة وعون المخبر الفني، إلى موقع الحادث. تم إجراء المعاينات الأولية لمكان العثور على الجثة، والتي تعد خطوة حاسمة في جمع الأدلة ووضع تصور أولي (لل.ج.ر.ي.م.ة).
التحقيق الجنائي والبحث عن الحقيقة:
تتولى فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بجندوبة التحقيق في هذه القضية تحت إشراف النيابة العمومية. تُركز جهود المحققين حاليًا على تحديد هوية الطفل الضحية بشكل دقيق، بالإضافة إلى جمع المعلومات التي قد تقودهم إلى الجاني أو الجناة. تعتبر هذه المرحلة حساسة للغاية، حيث يتم تدقيق جميع التفاصيل والبحث عن أي خيوط قد تساعد في حل اللغز.
التشريح الطبي: خطوة حاسمة لتحديد سبب الوفاة
في إطار الإجراءات القانونية المتبعة، أذن قاضي التحقيق المتعهد بنقل جثة الطفل لإجراء التشريح الطبي. يُعد التشريح الطبي إجراءً ضروريًا ومهمًا للغاية في قضايا الوفيات الغامضة، حيث يساعد في تحديد السبب الحقيقي للوفاة، وكيفية حدوثها، وما إذا كانت هناك آثار عنف أو مقاومة. هذه النتائج ستكون حاسمة في توجيه مسار التحقيق وتحديد المسؤوليات الجنائية.
آفاق التحقيق وتطلعات العدالة:
إن فتح بحث تحقيقي بتهمة (ال.ق.ت.ل) العمد مع سابقية القصد يعكس جدية السلطات في التعامل مع هذه (ال.ج.ر.ي.م.ة) المأساوية. تشير الفصول 201 و202 من المجلة الجزائية إلى أن (ال.ج.ري.م.ة) قد تمت بتخطيط مسبق ووعي كامل بالفعل، مما يستدعي عقوبات مشددة في حال ثبوت الإدانة. يترقب الرأي العام المحلي بفارغ الصبر نتائج هذا التحقيق، على أمل أن تتمكن العدالة من كشف الحقيقة وتقديم الجناة إلى المحقيق.
ختاما:
تُجدد هذه الحادثة الدعوات إلى تعزيز قيم السلامة والحماية للأطفال في مجتمعنا. بينما يستمر التحقيق في كشف خفايا هذه (ال.ج.ر.ي.م.ة)، من الضروري أن يتحلى الجميع بالصبر والثقة في قدرة الأجهزة الأمنية والقضائية على إحقاق الحق وتحقيق العدالة للضحية وعائلته.
المصادر:
المصدر موقع الاذاعة الوطنية التونسية: جندوبة: فتح بحث تحقيقي اثر العثور على جثّة طفل ببحيرة جبلية.
تعزية ومواساة:
ولا يسع مدونة أخبار المرناقية في هذا المقام الجلل، إلا أن تتقدم بأحر وخالص التعازي إلى عائلة المتوفي، ونسأل الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع ووافر رحمته، وأن يسكنه فراديس جنانه، وأن يلهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان، وإنا لله وانا اليه راجعون. وندعو الله أن يحفظ الجميع من كل سوء ومكروه.
وقفة تأمل:
قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (لقمان:34).
قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أكثروا ذكر هادم اللَّذات، الموت. يعني اجعلوه على بالكم كثيرًا حتى تعدوا العدّة، والهادم اي القاطع، لأنَّه يقطع اللَّذات في الدنيا، ولكنه يُقرِّب من لذَّات الآخرة، فالغفلة عن الموت وعمَّا بعد الموت من أسباب الطُّغيان والفساد والاستمرار في الشَّر، أمَّا تذكر الموت وما بعده فهو من أسباب التَّوبة والإقلاع والاستعداد للآخرة.
تَذكُّرُ الموتِ والآخرةِ مِن البواعثِ الحقيقيَّةِ على تَحسينِ الصِّلةِ بين العبدِ وربِّه، وإزالةِ شواغلِ الدُّنيا مِن الفِكرِ والعقلِ. أي إنَّ الموتَ هو سَببٌ يمنَعُ المتوغِّلَ في الشَّهواتِ الاستمرارَ في ذلك، وذِكرُه والوقوفُ على حقيقتِه يُعدِّلُ مسارَ هذا العاصي إلى الزِّيادةِ في أفعالِ الجنَّة، والابتعادِ عن كلِّ ما يُقرِّبُ مِن النَّارِ، كما يُنبِّهُ على عدمِ تركِ النَّفسِ لمشاغِلِ الدُّنيا.
أقم صلاتك قبل مماتك، الوقت يمر ولن ينفع الندم بعد الموت، أقم صلاتك قبل مماتك، فهى نور القلب وضياءه، أقم الصلاة فهي عماد الدين وأساسه، وهي راحة القلب وانشراح الصدر، وهي أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة، فإن صلاحها صلاح لأمور حياتك واخرتك بإذن الله.
تعليقات
إرسال تعليق