القائمة الرئيسية

الصفحات

فاجعة عقارب | بعد شهرين من الألم: وفاة الأستاذ بلال الطرابلسي | 4 وفايات في حادث مرور


فاجعة عقارب | بعد شهرين من الألم: وفاة الأستاذ بلال الطرابلسي | 4 وفايات في حادث مرور
فاجعة عقارب | بعد شهرين من الألم: وفاة الأستاذ بلال الطرابلسي | 4 وفايات في حادث مرور



تلقّت الأوساط التربوية في صفاقس وتونس عمومًا، بحزن بالغ نبأ وفاة الأستاذ بلال الطرابلسي، أستاذ العلوم الفيزيائية بمعهد عقارب، ليلة أمس 13 جوان 2025. يأتي هذا الرحيل المؤلم بعد صراع مع الإصابات التي تعرض لها في حادث مرور مأساوي وقع منذ قرابة شهرين، وتحديدًا في 28 أفريل الماضي، على الطريق الوطنية رقم 14 الرابطة بين صفاقس وقفصة، وبالتحديد على مستوى منطقة قصاص الكرمة.


تفاصيل الحادث المأساوي:


الحادث الذي أودى بحياة الأستاذ الطرابلسي كان حادثًا أليمًا لسيارة أجرة، وقد أسفر في بدايته عن وفاة أستاذة على الفور في مكان الحادث. تبع ذلك وفاة سائق سيارة الأجرة وأحد الركاب من أهالي عقارب. ومع وفاة الأستاذ بلال الطرابلسي ليلة البارحة، ارتفعت الحصيلة الإجمالية لهذا الحادث إلى أربع وفيات، تاركًا وراءه حزنًا عميقًا في قلوب العائلات المكلومة والمجتمع بأسره (اكثر تفاصيل بالرابط التالي: ولاية صفاقس 28 أفريل 2025 | فاجعة تهز عقارب | وفاة أستاذة وإصابات خطيرة في حادث مرور مأساوي).


خسارة فادحة للمجتمع التربوي:


كان الأستاذ بلال الطرابلسي مثالًا للأستاذ المخلص والمتفاني في عمله. وقد عكست التعليقات على نبأ وفاته على صفحة معهد عقارب على فيسبوك مدى الحب والتقدير الذي كان يحظى به من تلامذته وزملائه. وصفه البعض بأنه "رمز للأستاذ المخلص الذي لا يتمعش من ظاهرة الساعات الإضافية المقيتة"، و"الأستاذ الأب والمربي". شهادات كثيرة أكدت تأثيره الإيجابي على حياة تلاميذه، حيث عبرت إحدى التلميذات عن صدمتها وحالتها الهستيرية فور سماع الخبر.


إن فقدان قامة تربوية مثل الأستاذ بلال الطرابلسي يمثل خسارة لا تعوض للمؤسسة التعليمية. في زمن يشتكي فيه الكثيرون من تراجع جودة التعليم، كان الأستاذ الطرابلسي نموذجًا يحتذى به في العطاء والإخلاص، مقدمًا مثالًا حيًا للأستاذ النادر الذي يترك بصمة لا تمحى في نفوس طلابه.


دعوات بالصبر والسلوان:


تتوالى برقيات التعازي من جميع الأطياف، داعين الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان. فاجعة عقارب ليست مجرد خبر عابر، بل هي تذكير مؤلم بهشاشة الحياة وأهمية تقدير من يضيئون دروب العلم والمعرفة.


نتقدم بأحر التعازي لعائلة الفقيد، وللأسرة التربوية بمعهد عقارب، ولجميع أهالي عقارب وصفاقس الذين فقدوا ابنًا بارًا وأستاذًا قديرًا. إنا لله وإنا إليه راجعون.





وقفة تأمل:


قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (لقمان:34).


قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أكثروا ذكر هادم اللَّذات، الموت. يعني اجعلوه على بالكم كثيرًا حتى تعدوا العدّة، والهادم اي القاطع، لأنَّه يقطع اللَّذات في الدنيا، ولكنه يُقرِّب من لذَّات الآخرة، فالغفلة عن الموت وعمَّا بعد الموت من أسباب الطُّغيان والفساد والاستمرار في الشَّر، أمَّا تذكر الموت وما بعده فهو من أسباب التَّوبة والإقلاع والاستعداد للآخرة.


تَذكُّرُ الموتِ والآخرةِ مِن البواعثِ الحقيقيَّةِ على تَحسينِ الصِّلةِ بين العبدِ وربِّه، وإزالةِ شواغلِ الدُّنيا مِن الفِكرِ والعقلِ. أي إنَّ الموتَ هو سَببٌ يمنَعُ المتوغِّلَ في الشَّهواتِ  الاستمرارَ في ذلك، وذِكرُه والوقوفُ على حقيقتِه يُعدِّلُ مسارَ هذا العاصي إلى الزِّيادةِ في أفعالِ الجنَّة، والابتعادِ عن كلِّ ما يُقرِّبُ مِن النَّارِ، كما يُنبِّهُ على عدمِ تركِ النَّفسِ لمشاغِلِ الدُّنيا.


أقم صلاتك قبل مماتك، الوقت يمر ولن ينفع الندم بعد الموت، أقم صلاتك قبل مماتك، فهى نور القلب وضياءه، أقم الصلاة فهي عماد الدين وأساسه، وهي راحة القلب وانشراح الصدر، وهي أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة، فإن صلاحها صلاح لأمور حياتك واخرتك بإذن الله.

تعليقات

التنقل السريع