ستر ربي في ولاية سليانة | سقوط جزء من سقف قاعة بمعهد الدراسات التكنولوجية يثير الفزع |
اهتزت الأوساط الطلابية والتربوية في تونس على وقع حادثة مفزعة كادت أن تودي بحياة أو تخلف إصابات في صفوف طلبة المعهد العالي للدراسات التكنولوجية بسليانة.
ففي مساء يوم الاثنين الموافق 21 أفريل 2025، انهار جزء من سقف إحدى قاعات التدريس بالمعهد، ليثير هذا الحادث تساؤلات عميقة حول سلامة البنية التحتية للمؤسسات التعليمية العمومية ومدى جدية الجهات المعنية في توفير بيئة تعليمية آمنة للطلاب.
تفاصيل الحادثة: نجاة بأعجوبة وقرارات احترازية
لحسن الحظ، لم يسفر انهيار السقف عن أية إصابات بشرية، وهو ما وصفه مدير المعهد السيد التليلي المسعي بالمعجزة. وفور وقوع الحادث، تحركت السلطات المحلية، حيث قام رئيس اللجنة الجهوية لتفادي الكوارث ومجابهتها بمعاينة المكان، وأصدر قرارًا فوريًا بغلق القاعة المتضررة وأربع قاعات أخرى مجاورة كإجراء احترازي. ويهدف هذا الإجراء إلى ضمان سلامة الطلاب والأساتذة إلى حين انتهاء التقارير الفنية التي ستكشف أسباب هذا الانهيار المفاجئ.
غضب واستنكار طلابي: إهمال يهدد الأرواح
لم يخفِ الطلاب استياءهم وغضبهم الشديدين إزاء هذا الحادث، الذي اعتبروه نتيجة طبيعية للإهمال والتدهور المستمر للبنية التحتية للمعهد. وعبرت العديد من الصفحات الطلابية على مواقع التواصل الاجتماعي عن هذا الغضب، حيث وصف حساب "محمد إيهاب السعيدي" ما حدث بأنه "فضيحة تعكس حجم التسيب وغياب الحد الأدنى من المسؤولية". وأشار إلى أن هذه الحادثة كانت قابلة للتحول إلى "كارثة حقيقية لولا الصدفة وحدها"، مؤكدًا على أن هذا الانهيار ليس معزولًا بل يعكس "الواقع العام لتدهور البنية التحتية للمؤسسة ككل".
من جهته، نشر الطالب "Achref Tlili" تدوينة مؤثرة أكد فيها أن "ستر ربي" أنقذ الطلاب من موت محقق، مشيرًا إلى أن السقف انهار قبل ثوانٍ فقط من دخولهم القاعة. وأعلن عن عزم الطلاب الدخول في احتجاج يوم الثلاثاء 22 أفريل 2025 تنديدًا بالوضع الكارثي للبنية التحتية في جامعتهم، متسائلًا عن مصير البنية التحتية للمؤسسات العمومية التونسية.
تصعيد طلابي: الاتحاد العام لطلبة تونس يعلن الإضراب العام
في خطوة تصعيدية تعكس حالة الغضب والاحتقان الشديدين في صفوف الطلاب، أعلن الاتحاد العام لطلبة تونس عن إضراب عام ومقاطعة شاملة للدروس في المعهد العالي للدراسات التكنولوجية بسليانة. وجاء هذا الإعلان الصادر صباح اليوم الثلاثاء 22 أفريل 2025 من قبل الناشطين الطلابيين محمد إيهاب السعيدي، وإريك بيري، وسيرين مرزوقي، كرد فعل مباشر على حادثة انهيار السقف التي هزت أركان المعهد وكادت أن تتسبب في كارثة إنسانية. ويعكس قرار الإضراب إصرار الطلاب على ضرورة تحمل الجهات المسؤولة لمسؤولياتها كاملة وتوفير ضمانات حقيقية لسلامتهم داخل المؤسسة التعليمية، بالإضافة إلى المطالبة بتحسين البنية التحتية المتهالكة التي باتت تهدد حياتهم بشكل مباشر. من المتوقع أن يشل هذا الإضراب الحركة التعليمية في المعهد حتى تحقيق مطالب الطلاب المشروعة.
تداعيات اجتماعية مقلقة: غياب التغطية الصحية للأساتذة العرضيين
لم تتوقف تداعيات حادثة انهيار سقف قاعة التدريس في معهد سليانة عند حدود الخطر المادي والهلع الذي أصاب الطلاب. فقد كشفت تدوينة نشرتها زينب الواعري، الممثلة عن الأساتذة العرضيين بالمعهد، عن جانب آخر بالغ الأهمية يضاف إلى سلسلة الإهمال التي تحيط بالمؤسسة. وذكرت الواعري أن "الأستاذة التي كانت تُدرّس قبل سقوط جزء من السقف لا تتمتع بتغطية اجتماعية". هذا التصريح الصادم يسلط الضوء على هشاشة الوضع الوظيفي لبعض العاملين في القطاع التعليمي، ويطرح تساؤلات حول حقوقهم الأساسية وظروف عملهم. فبينما كانت الأستاذة تؤدي واجبها في ظروف عمل غير آمنة تهدد حياتها، يبدو أنها محرومة من أبسط مقومات الحماية الاجتماعية، وهو ما يزيد من خطورة هذا الحادث ويكشف عن جوانب أخرى من التدهور والإهمال الذي تعاني منه المؤسسة.
الاتحاد العام لطلبة تونس يدق ناقوس الخطر:
كان للاتحاد العام لطلبة تونس موقف واضح وقوي إزاء هذه الحادثة. فقد اعتبر الاتحاد، عبر حساب "Eric Berry"، ما حدث "جريمة صامتة وسقوطًا مدويًا لإرادة الإصلاح قبل أن يكون سقوطًا للأسقف". وشدد على أنه "في بلد تُهدَّدُ فيه حياةُ الطلبةِ داخل قاعات الدرس، لا يُمكن الحديث عن تعليمٍ ولا عن كرامةٍ ولا عن دولةٍ تحترم أبناءها". ودعا الاتحاد إلى ضرورة المحاسبة الفورية للمسؤولين عن هذا الإهمال، مؤكدًا أنه "لا إصلاحَ دون محاسبة، ولا تعليمَ دون بنيةٍ تحفظُ أرواحَ من فيها".
ستر ربي في ولاية سليانة | سقوط جزء من سقف قاعة بمعهد الدراسات التكنولوجية يثير الفزع |
تساؤلات ملحة ومستقبل غامض:
تثير حادثة انهيار سقف معهد سليانة العديد من التساؤلات حول مدى سلامة المباني التعليمية في تونس، والإجراءات التي تتخذها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لضمان بيئة تعليمية آمنة للطلاب. كما تطرح هذه الحادثة تساؤلات حول مصير الطلاب الذين تم إغلاق قاعاتهم، وموعد استئناف الدراسة في ظروف آمنة.
ختاما:
إن حادثة سقوط سقف قاعة بمعهد سليانة ليست مجرد خبر عابر، بل هي جرس إنذار يدق بقوة لينبه إلى خطورة تدهور البنية التحتية في المؤسسات التعليمية العمومية. إن أرواح الطلاب أمانة في عنق المسؤولين، ولا يمكن القبول بأي تهاون أو إهمال يعرض حياتهم للخطر. ويبقى الأمل معلقًا على تحرك جاد وسريع من الجهات المعنية لمعالجة هذه المشكلة الجذرية، وضمان أن تكون المؤسسات التعليمية بيئة آمنة ومحفزة للعلم والمعرفة، لا مصدرًا للخوف والقلق.
تعليقات
إرسال تعليق