الموت حقّ لا مفرّ منه، وهو الفاجعة الكبرى التي تهزّ القلوب وتُذكّرنا بحقيقة الدنيا وزوالها. عند سماع خبر وفاة قريب أو صديق، تختلط المشاعر بين الحزن والصدمة والذهول، لكن الدين الحنيف رسم لنا منهجًا واضحًا في كيفية التعامل مع هذه اللحظات العصيبة بالصبر والدعاء، بعيدًا عن الجزع والتسخّط.
![]() |
ماذا نفعل عند سماع خبر وفاة قريب أو صديق؟ |
التسليم بقضاء الله وقدره
أول ما ينبغي على المسلم فعله عند سماع خبر الوفاة هو أن يستحضر قوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾. فالتسليم بقضاء الله يُخفّف وقع المصيبة على النفس، ويجعلها تتقبّل الأمر برضا وطمأنينة.
قول العبارات المشروعة
علّمنا الإسلام كلمات ثابتة نقولها عند المصيبة، مثل: "إنا لله وإنا إليه راجعون"، "اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرًا منها". تُقال هذه الأدعية ليتحوّل الحزن إلى عبادة، وليكون للمصاب أجر عند الله.
الدعاء للميت بالرحمة والمغفرة
أعظم ما يقدّمه الحي للميت هو الدعاء له. قال رسول الله ﷺ: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له."
لذلك يستحب الإكثار من الدعاء للميت: "اللهم اغفر له وارحمه"، "اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة".
مواساة أهل الفقيد
مشاركة أهل الميت في حزنهم والتخفيف عنهم سنة نبوية، فقد قال ﷺ: "من عزى مصابًا فله مثل أجره". والمواساة تكون بالكلمة الطيبة، والدعاء لهم بالصبر والسلوان، والوقوف إلى جانبهم ماديًا ومعنويًا.
تجنّب مظاهر الجزع والنياحة
نهى الإسلام عن النياحة ورفع الصوت بالجزع، لأنها لا تُعيد الميت ولا تنفعه، بل تزيد من حزن الأحياء. والواجب هو الصبر واحتساب الأجر عند الله، اقتداءً بحديث النبي ﷺ: "الصبر عند الصدمة الأولى".
الإحسان إلى الميت بعد وفاته
يمكننا أن نهدي للميت أعمالًا صالحة، مثل: الصدقة الجارية باسمه (إطعام فقير، توزيع مصاحف، المساهمة في بناء مسجد)، قراءة القرآن والدعاء له، قضاء ديونه أو ردّ مظالمه إن وُجدت.
ختاما:
إن سماع خبر وفاة قريب أو صديق يذكّرنا بحقيقة الحياة الدنيا، ويعلّمنا أن نستعد للرحيل في أي لحظة. وما ينفع الميت بعد موته إلا دعاء الأحبة، وصبر أهله، وأعمال الخير التي تخلّد ذكره. فلنحرص عند المصائب أن نكون كما أرادنا الله: صابرين، محتسبين، متسلّحين بالإيمان.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.
تعليقات
إرسال تعليق