القائمة الرئيسية

الصفحات


الموت هو الحقيقة الوحيدة التي لا يختلف عليها اثنان، وهو الباب الذي لا بد لكل نفس أن تلجه. إنه ليس نهاية الوجود، بل هو بداية الحياة الأبدية. إن الاستعداد لهذا اليوم ليس مجرد فكرة دينية، بل هو حكمة عقلية ومنطقية تفرضها طبيعة الحياة التي نعلم أنها قصيرة ومحدودة. فكما يستعد المسافر لرحلته، ويجمع الزاد، ويعتني بأمتعته، كذلك يجب على المؤمن أن يستعد لرحلة الآخرة، وأن يجمع فيها ما ينفعه عند لقاء ربه. فما هي أبرز خطوات هذا الاستعداد؟


كيف نستعد ليوم الرحيل؟
كيف نستعد ليوم الرحيل؟



الإكثار من ذكر الموت:


قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أكثروا ذكر هادم اللذات، الموت". إن تذكر الموت بانتظام ليس دعوة لليأس أو التشاؤم، بل هو دافع قوي للعمل الصالح والابتعاد عن المعاصي. عندما يستحضر الإنسان أن كل لحظة قد تكون الأخيرة، فإنه يعيد ترتيب أولوياته، ويجد في نفسه الرغبة في التوبة، والإقبال على الطاعات، والمبادرة إلى فعل الخير، قبل فوات الأوان.


الاستقامة على الطاعات:


الاستعداد ليوم الرحيل يبدأ من الحياة الدنيا، وذلك من خلال الاستقامة على العبادات. إن أداء الصلاة في وقتها، وإخراج الزكاة، وصيام رمضان، وحج البيت لمن استطاع، ليست مجرد فروض، بل هي وقود الروح ونور القلب. بالإضافة إلى ذلك، يجب الحرص على النوافل مثل صلاة الليل، وقراءة القرآن، وقيام الليل، فهي تزيد من قرب العبد من ربه وتثقل ميزانه.


التوبة والإقلاع عن المعاصي:


لا أحد معصوم من الخطأ، ولكن خير الخطائين التوابون. إن التوبة الصادقة هي جوهر الاستعداد للموت. يجب على الإنسان أن يبادر إلى التوبة من جميع ذنوبه، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، وأن يحرص على رد الحقوق إلى أصحابها، سواء كانت حقوقًا مالية أو معنوية. التوبة هي تطهير للنفس، ومحو للذنوب، وبداية جديدة لحياة نقية.


بر الوالدين وصلة الأرحام:


إن بر الوالدين من أعظم الأعمال الصالحة وأكثرها ثوابًا. رضا الله من رضا الوالدين، والإحسان إليهما باب عظيم من أبواب الجنة. كذلك، صلة الأرحام تزيد في الرزق والعمر، وهي من أهم أسباب دخول الجنة. فمن أراد أن يستعد ليوم الرحيل، فليبدأ ببر والديه ووصل رحمه، فإنها من أعظم ما يقرب العبد من ربه.


ختاما:


يوم الرحيل آتٍ لا محالة، ولقاء الله حق لا ريب فيه. إن أفضل زاد يمكن أن يحمله الإنسان معه إلى هذا اليوم هو عمله الصالح وقلبه النقي. الاستعداد للموت ليس خوفًا منه، بل هو إيمان به واستعداد للقاء الله. فلنحيي قلوبنا بذكر الله، ولنستقم على طاعته، ولنكثر من فعل الخير، حتى نكون من الفائزين في الدنيا والآخرة.



اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.

تعليقات

التنقل السريع