هل تخيلت يومًا أن كومة من الإطارات المطاطية المستعملة يمكن أن تتحول إلى كارثة بيئية وصحية تهدد حياتنا؟ ماذا يحدث عندما تشتعل هذه الإطارات؟ وكيف يمكن أن يؤثر الدخان الأسود المتصاعد منها على صحتنا ومستقبل بيئتنا؟
ولاية قابس 18 جويلية 2025 | إندلاع حريق هائل بعمادة بوشمة يفتح باب التساؤلات |
شهدت ولاية قابس، اليوم الجمعة 18 جويلية 2025، وتحديدًا المنطقة الصناعية بعمادة بوشمة من معتمدية قابس الغربية، حادثة مروعة تهزّ الأرجاء. هذه الحادثة تفتح باب التساؤلات وتثير أسئلة جدية حول المخاطر التي تحيط بنا والتي قد لا ندرك حجمها الحقيقي.
ماذا حدث في المنطقة الصناعية ببوشمة؟ وهل تم احتواء النيران؟ وما هي الأضرار المحتملة على السكان والبيئة؟ كيف يمكن لمخزن إطارات مستعملة أن يتحول إلى جحيم مستعر؟ وماذا يعني هذا لسكان المنطقة والبيئة على حد سواء؟
الكارثة: لهب يلتهم الإطارات
اندلع حريق ضخم بأحد مخازن الإطارات المطاطية المستعملة في المنطقة الصناعية بعمادة بوشمة، التابعة لمعتمدية قابس الغربية.
![]() |
ولاية قابس 18 جويلية 2025 | إندلاع حريق هائل بعمادة بوشمة يفتح باب التساؤلات |
مشهد النيران وهي تلتهم كميات هائلة من الإطارات المطاطية خلف سحباً كثيفة من الدخان الأسود التي غطت سماء المنطقة، مثيرةً القلق بين الأهالي والسلطات.
الإطارات المطاطية، بطبيعتها، سريعة الاشتعال وتنتج عند احتراقها مواد كيميائية شديدة الخطورة على البيئة وصحة الإنسان.
كيف اندلع الحريق؟
وفقًا للمصادر الأولية، فإن النيران اشتعلت فجأة داخل المخزن، مما تسبب في تصاعد أعمدة كثيفة من الدخان الأسود شوهدت من مسافات بعيدة. ولم تُعرف بعد الأسباب الدقيقة وراء هذا الحريق.
هل تم التدخل في الوقت المناسب؟
تحركت وحدات الحماية المدنية بقابس بسرعة إلى مكان الحادث، وشرعت في عمليات الإطفاء مدعومة بشاحنات مياه. ورغم صعوبة السيطرة على الحريق بفعل طبيعة المواد المحترقة، فإن الجهود متواصلة لمنع انتشاره إلى منشآت صناعية مجاورة.
![]() |
ولاية قابس 18 جويلية 2025 | إندلاع حريق هائل بعمادة بوشمة يفتح باب التساؤلات |
ما الأضرار البيئية والصحية المتوقعة؟
لا يقتصر تأثير هذا الحريق على الخسائر المادية فحسب، بل يمتد ليشمل تداعيات بيئية وصحية خطيرة.
الدخان المتصاعد يحمل في طياته غازات سامة مثل ثاني أكسيد الكبريت والديوكسينات وجسيمات دقيقة يمكن أن تؤثر سلبًا على الجهاز التنفسي وتسبب مشاكل صحية طويلة الأمد للمقيمين بالقرب من موقع الحريق، خاصة الأطفال وكبار السن ومرضى الجهاز التنفسي.
بالإضافة إلى ذلك، قد تتسرب المواد الكيميائية الناتجة عن الاحتراق إلى التربة والمياه الجوفية، مما يهدد النظام البيئي المحلي.
حريق قابس: شرارة تحذيرية في قلب المنطقة الصناعية
لم تكن هذه الحادثة مجرد حريق عابر، بل هي جرس إنذار يدق ناقوس الخطر حول التحديات البيئية والصحية التي تواجهها المنطقة.
![]() |
ولاية قابس 18 جويلية 2025 | إندلاع حريق هائل بعمادة بوشمة يفتح باب التساؤلات |
فالمناطق الصناعية، بطبيعتها، تحتوي على مواد قابلة للاشتعال، وحينما يتعلق الأمر بالإطارات المطاطية، فإن المخاطر تتضاعف بشكل كبير. فما هي الأبعاد الحقيقية لهذا الحريق، وما الذي يجعله مختلفًا عن الحرائق العادية؟
الإطارات المحترقة: سموم في الهواء والماء والتربة
تعتبر حرائق الإطارات المطاطية من أخطر أنواع الحرائق لما تسببه من انبعاثات سامة وملوثات بيئية خطيرة. فعند احتراق الإطارات، تنبعث غازات ضارة مثل أول أكسيد الكربون، أكاسيد الكبريت والنيتروجين، بالإضافة إلى مركبات عضوية متطايرة وهيدروكربونات عطرية متعددة الحلقات وديوكسينات.
هذه المواد الكيميائية السامة لا تلوث الهواء فحسب، بل تتسرب أيضًا إلى التربة والمياه الجوفية، مما يؤثر على جودة الحياة في المنطقة المحيطة. هل ندرك حقًا حجم التلوث الذي تسببه هذه الحرائق؟ وما هي الآثار طويلة المدى على صحة الإنسان والبيئة؟
دعوات للتحقيق والوقاية
يثير هذا الحادث ضرورة مراجعة إجراءات السلامة والوقاية في المخازن التي تحتوي على مواد قابلة للاشتعال، خاصة في المناطق الصناعية.
![]() |
ولاية قابس 18 جويلية 2025 | إندلاع حريق هائل بعمادة بوشمة يفتح باب التساؤلات |
هل كانت هناك إجراءات وقائية كافية؟ ومن المسؤول عن ضمان تطبيق هذه الإجراءات؟ يتطلب الأمر تحقيقًا شاملاً لتحديد أسباب الحريق ومنع تكرار مثل هذه الكوارث في المستقبل.
تداعيات صحية وبيئية وخيمة: هل نحن في مأمن؟
التعرض للدخان الناتج عن حرائق الإطارات يمكن أن يسبب مشاكل صحية خطيرة، تتراوح بين تهيج العينين والجلد ومشاكل الجهاز التنفسي مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية، وصولاً إلى أمراض أكثر خطورة مثل السرطان.
![]() |
ولاية قابس 18 جويلية 2025 | إندلاع حريق هائل بعمادة بوشمة يفتح باب التساؤلات |
الأطفال وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة هم الأكثر عرضة لهذه المخاطر. بالإضافة إلى ذلك، فإن المخلفات الصلبة والسائلة الناتجة عن الحريق يمكن أن تلوث التربة والمياه، مما يؤثر على الزراعة والثروة الحيوانية.
هل يمكننا تجاهل هذه التداعيات؟ وما هي الإجراءات التي يجب اتخاذها لحماية صحة المواطنين والبيئة من هذه الكوارث المتكررة؟
نحو مستقبل أكثر أمانًا: هل من حلول؟
إن حريق مخزن الإطارات في قابس ليس مجرد حادثة فردية، بل هو دعوة ملحة لإعادة التفكير في كيفية إدارة النفايات الخطرة، وخاصة الإطارات المطاطية المستعملة.
![]() |
ولاية قابس 18 جويلية 2025 | إندلاع حريق هائل بعمادة بوشمة يفتح باب التساؤلات |
هل يمكننا تطوير حلول مستدامة لإعادة تدوير هذه الإطارات بدلاً من حرقها أو تخزينها بطرق غير آمنة؟ هل حان الوقت لتطبيق قوانين بيئية أكثر صرامة وفرض رقابة فعالة على المخازن والمصانع؟
وكيف يمكن للمجتمع المدني والأفراد المساهمة في زيادة الوعي بهذه المخاطر والضغط من أجل التغيير؟ إن الإجابة على هذه الأسئلة تتطلب تضافر الجهود من الجميع لضمان مستقبل صحي وآمن لأجيالنا القادمة. هل سننجح في تحويل هذه الكارثة إلى فرصة للتغيير الإيجابي؟
ختاما: هل تكررت مثل هذه الحوادث من قبل؟ وما الحلول المقترحة؟
هذا الحريق يعيد إلى الأذهان حوادث مشابهة عرفتها ولاية قابس في السابق، خاصة داخل المناطق الصناعية. هل يكشف هذا الحادث عن ضعف منظومة السلامة؟ وهل آن الأوان لإعادة تنظيم قطاع التخزين الصناعي؟ ما رأيك أنت؟ وهل تعتقد أن السلطات ستتخذ خطوات حاسمة لتفادي الكارثة القادمة؟ وهل تعتقد أن هذا الحريق كان مجرد حادث عارض أم أنه نتيجة لإهمال في تطبيق معايير السلامة؟ وما هي برأيك الخطوات التي يجب اتخاذها لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث المدمرة؟
تعليقات
إرسال تعليق