القائمة الرئيسية

الصفحات

ولاية نابل 14 جويلية 2025 | العثور على جثة الشاب الذي أنقذ سائحة يفتح باب التساؤلات


ولاية نابل 14 جويلية 2025 | العثور على جثة الشاب الذي أنقذ سائحة يفتح باب التساؤلات
ولاية نابل 14 جويلية 2025 | العثور على جثة الشاب الذي أنقذ سائحة يفتح باب التساؤلات



ببالغ الحزن والأسى، نكتب عن حادثة وفاة مؤسفة هزّت شاطئ الحمامات من ولاية نابل، وكل من يعرف الشاب آدم لويحق والذي هو أصيل براكة الساحل.


هذه الفاجعة الأليمة ليست مجرد خبر عابر، بل هي صرخة مدوية تكشف عن وجه آخر لواقع مؤلم نعيشه على شواطئنا.


وفاة شاب غرقا إثر محاولته إنقاذ سائحة يفتح باب التساؤلات: ماذا حدث بالضبط؟ وهل كان يمكن تفادي هذه الفاجعة؟


كل ما يحدث في هذا الكون، سواء كان خيرًا أو شرًا، هو بقضاء الله وقدره. ومع ذلك، فإن هذا لا يعني التقاعس عن العمل، بل على العكس، يجب أن نسعى ونبذل قصارى جهدنا، مع الأخذ بالأسباب.


فماهي أسباب هذه الواقعة؟ وكيف يمكننا تجنب تكرار مثل هذه الحوادث المؤلمة؟ ولماذا تتكرر وتتزايد حوادث الغرق في تونس؟ وأين يكمن التقصير والإهمال؟


كيف تحوّل شاطئ يعج بالمصطافين إلى مسرح مأساوي لفقدان شاب حياته؟ وهل غاب أعوان السباحة المنقذين في مكان يُقبل عليه السياح بكثافة حتى يحاول الشاب إنقاذ السائحة؟ هل يدفع آدم ثمن شجاعة دفعته لإنقاذ سائحة كانت على وشك الغرق؟


شاب عشريني ضحّى بحياته لإنقاذ سائحة


تعود تفاصيل الحادث إلى يوم الأحد 13 جويلية 2025، حين كان آدم، شاب في التاسعة عشرة من عمره وأصيل منطقة براكة الساحل، يعمل بأحد المواقع السياحية المعروفة في الحمامات. وبينما كان الشاطئ مكتظًّا بالمصطافين، لمح سائحة أجنبية تغرق في عرض البحر.


دون تردّد، قفز آدم مع أحد أصدقائه في المياه لإنقاذها. وتمكّنا بالفعل من إخراج السائحة إلى برّ الأمان، لكن موجة قوية باغتت آدم وجرفته بعيدًا إلى عمق البحر، وسط صدمة الحاضرين الذين شاهدوا الموقف عاجزين.


عمليات البحث والعثور على الجثة


عقب اختفاء آدم عن الأنظار، انطلقت وحدات الحماية المدنية في عمليات تمشيط مكثفة لعدة ساعات. وفي صباح الاثنين 14 جويلية 2025، تم العثور على جثته وانتشالها من عرض البحر. وفور انتشار الخبر، عمّت أجواء الحزن والأسى منطقة براكة الساحل.


تساؤلات حول غياب المنقذين


الحادث المأساوي أثار موجة جدل واسعة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أبدى كثير من المواطنين غضبهم من غياب أعوان السباحة المنقذين عن الشاطئ، رغم أنه يُعدّ من أبرز الوجهات السياحية بالحمامات ويشهد إقبالًا كبيرًا من التونسيين والأجانب على حدّ سواء، خصوصًا في عطلات نهاية الأسبوع.


فهل كان من الممكن إنقاذ آدم لو كان أعوان السباحة متواجدين في الموقع؟ وهل تتكرّر مثل هذه الحوادث مستقبلا في ظل غياب الرقابة؟


رحيل موجع وبطولة لا تُنسى


برحيل آدم، خسر أهله وأصدقاؤه شابًا شجاعًا يُضرب به المثل في الشهامة والإنسانية. وتحولت قصته إلى حديث الناس، لما تحمله من معاني التضحية والإيثار، لكن أيضًا لما تطرحه من تساؤلات ملحّة حول إجراءات السلامة على الشواطئ التونسية.


ختاما


هل ستدفع مأساة آدم السلطات إلى مراجعة منظومة تأمين السباحة وحماية الأرواح على شواطئنا؟ وهل يظل آدم مجرد رقم جديد في قائمة ضحايا البحر أم يصبح رمزًا للتغيير؟



المصادر:


مصادر الصور والمعلومات صفحة فيسبوك البسباسية الحمامات وصفحة فيسبوك رصد التونسية.





تعزية ومواساة:


ولا يسع مدونة أخبار المرناقية في هذا المقام الجلل، إلا أن تتقدم بأحر وخالص التعازي إلى عائلة المتوفي، ونسأل الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع ووافر رحمته، وأن يسكنه فراديس جنانه، وأن يلهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان، وإنا لله وانا اليه راجعون. وندعو الله أن يحفظ الجميع من كل سوء ومكروه.


وقفة تأمل:


قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (لقمان:34).


قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أكثروا ذكر هادم اللَّذات، الموت. يعني اجعلوه على بالكم كثيرًا حتى تعدوا العدّة، والهادم اي القاطع، لأنَّه يقطع اللَّذات في الدنيا، ولكنه يُقرِّب من لذَّات الآخرة، فالغفلة عن الموت وعمَّا بعد الموت من أسباب الطُّغيان والفساد والاستمرار في الشَّر، أمَّا تذكر الموت وما بعده فهو من أسباب التَّوبة والإقلاع والاستعداد للآخرة.


تَذكُّرُ الموتِ والآخرةِ مِن البواعثِ الحقيقيَّةِ على تَحسينِ الصِّلةِ بين العبدِ وربِّه، وإزالةِ شواغلِ الدُّنيا مِن الفِكرِ والعقلِ. أي إنَّ الموتَ هو سَببٌ يمنَعُ المتوغِّلَ في الشَّهواتِ  الاستمرارَ في ذلك، وذِكرُه والوقوفُ على حقيقتِه يُعدِّلُ مسارَ هذا العاصي إلى الزِّيادةِ في أفعالِ الجنَّة، والابتعادِ عن كلِّ ما يُقرِّبُ مِن النَّارِ، كما يُنبِّهُ على عدمِ تركِ النَّفسِ لمشاغِلِ الدُّنيا.


أقم صلاتك قبل مماتك، الوقت يمر ولن ينفع الندم بعد الموت، أقم صلاتك قبل مماتك، فهى نور القلب وضياءه، أقم الصلاة فهي عماد الدين وأساسه، وهي راحة القلب وانشراح الصدر، وهي أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة، فإن صلاحها صلاح لأمور حياتك واخرتك بإذن الله.

تعليقات

التنقل السريع