انا لله وانا اليه راجعون، لله ما أعطى وللهِ ما أخذ، وكلُّ شيءٍ عندهُ بأجلٍ مُسمّى، ولا نقولُ إلّا ما يُرضي الله.
![]() |
ولاية مدنين | شادية المشلوش في ذمة الله |
بقلوب مؤمنة بقضاء الله و قدره، وببالغ الحزن والحرقة والأسى تلقينا نبأ وفاة "شادية المشلوش".
وأمام هذا المصاب الجلل نتقدم بأحر التعازي وأخلص المواساة لكافة أفراد أسرة الفقيدة، سائلين من المولى عز وجل أن يتغمدها بواسع رحمته، وأن يسكنها فسيح جنانه، وأن يلهم أهلها و ذويها جميل الصبر والسلوان.
اللهمّ أبدلها داراً خيراً من دارها، وأهلاً خيراً من أهلها، وأدخلها الجنّة، وأعذها من عذاب القبر، ومن عذاب النّار.
اللهمّ عاملها بما أنت أهله، ولا تعاملها بما هي أهله. اللهمّ اجزها عن الإحسان إحساناً، وعن الإساءة عفواً وغفراناً. اللهم ان كانت من المحسنين فزدها في حسناتها وان كانت من المسيئين فتجاوز عن سيئاتها.
اللهم انا نسائلك الفردوس الأعلى نزلا لها. اللهم بيض وجهها يوم تبيض وجوه وتسود وجوه. اللهم ثبتها بالقول الثابت وارفع درجتها واغفر خطيئتها وثقل موازينها. اللهم حرم لحمها ودمها وبشرتها على النار يا رب.
اللهمّ أدخلها الجنّة من غير مناقشة حساب، ولا سابقة عذاب. اللهمّ آنسها في وحدتها، وفي وحشتها، وفي غربتها. اللهمّ أنزلها منزلاً مباركاً، وأنت خير المنزلين.
وقفة تأمل:
قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (لقمان:34).
قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أكثروا ذكر هادم اللَّذات، الموت. يعني اجعلوه على بالكم كثيرًا حتى تعدوا العدّة، والهادم اي القاطع، لأنَّه يقطع اللَّذات في الدنيا، ولكنه يُقرِّب من لذَّات الآخرة، فالغفلة عن الموت وعمَّا بعد الموت من أسباب الطُّغيان والفساد والاستمرار في الشَّر، أمَّا تذكر الموت وما بعده فهو من أسباب التَّوبة والإقلاع والاستعداد للآخرة.
تَذكُّرُ الموتِ والآخرةِ مِن البواعثِ الحقيقيَّةِ على تَحسينِ الصِّلةِ بين العبدِ وربِّه، وإزالةِ شواغلِ الدُّنيا مِن الفِكرِ والعقلِ. أي إنَّ الموتَ هو سَببٌ يمنَعُ المتوغِّلَ في الشَّهواتِ الاستمرارَ في ذلك، وذِكرُه والوقوفُ على حقيقتِه يُعدِّلُ مسارَ هذا العاصي إلى الزِّيادةِ في أفعالِ الجنَّة، والابتعادِ عن كلِّ ما يُقرِّبُ مِن النَّارِ، كما يُنبِّهُ على عدمِ تركِ النَّفسِ لمشاغِلِ الدُّنيا.
أقم صلاتك قبل مماتك، الوقت يمر ولن ينفع الندم بعد الموت، أقم صلاتك قبل مماتك، فهى نور القلب وضياءه، أقم الصلاة فهي عماد الدين وأساسه، وهي راحة القلب وانشراح الصدر، وهي أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة، فإن صلاحها صلاح لأمور حياتك واخرتك بإذن الله.
تعليقات
إرسال تعليق