القائمة الرئيسية

الصفحات

قابس | البيوت الغارية أو المساكن الحفرية في شنني هل ما زالت صامدة؟ وماذا عن مستقبلها؟


هل تساءلت يومًا كيف عاش أجدادنا في بيئة قاسية؟ وماذا لو أخبرتك أن هناك بيوتًا محفورة في الأرض توفر لك البرودة صيفًا والدفء شتاءً؟ كيف تمكنوا من بناء هذه المساكن المذهلة بخصوصياتها الفريدة؟ انضم إلينا في رحلة إلى شنني، حيث المعمار القديم يلتقي بالعبقرية الهندسية!


قابس | البيوت الغارية أو المساكن الحفرية في شنني هل ما زالت صامدة؟ وماذا عن مستقبلها؟
قابس | البيوت الغارية أو المساكن الحفرية في شنني هل ما زالت صامدة؟ وماذا عن مستقبلها؟



البيوت الغارية بشنني: إرث معماري فريد


تعتبر البيوت الغارية أو المساكن الحفرية في شنني، الواقعة في المناطق الجبلية بجنوب شرق تونس، شهادة حية على براعة الأجداد وقدرتهم على التكيف مع البيئة المحيطة. هذه البيوت، التي تُعرف محليًا باسم "الغار"، ليست مجرد مساكن، بل هي تحف معمارية منحوتة في الأرض والجبال، وتحديدًا في التربة الطينية.


عبقرية البناء والتكيف المناخي


ما يميز هذه البيوت هو قدرتها الفائقة على التكيف مع الظروف المناخية القاسية. ففي صيف حار تصل فيه درجات الحرارة إلى 50 درجة مئوية، توفر البيوت الغارية برودة طبيعية منعشة بفضل خصائص الطين. وفي الشتاء، تحافظ على دفء سكانها، مما يجعلها ملاذًا مثاليًا على مدار العام. والأكثر إثارة للدهشة هو أن هذه البيوت بُنيت باستخدام أداة واحدة فقط تُدعى "التاكورة"، حيث تم الحفر يدويًا دون الحاجة إلى آلات حديثة.


إحياء تراث الأجداد وجذب السياح


مع مرور الوقت، بدأت مهارة بناء هذه البيوت الفريدة تتلاشى. ولكن في السنوات الأخيرة، شهدت هذه الحرفة نهضة جديدة، حيث يتم تجديد بعض "الغارات" وتحويلها إلى بيوت ضيافة. لم تعد هذه البيوت مجرد مساكن، بل أصبحت مصدر دخل للسكان المحليين وجاذبًا سياحيًا مهمًا، يقصده الزوار من كل مكان للاستمتاع بتجربة فريدة والتعرف على جزء من تاريخ تونس العريق.


هل ما زالت هذه البيوت صامدة؟ وماذا عن مستقبلها؟





في الختام، تظل البيوت الغارية في شنني من ولاية قابس رمزًا للإبداع البشري وقدرته على التكيف مع أصعب الظروف. ولكن، هل ستصمد هذه البيوت أمام تحديات العصر الحديث؟ هل سيستمر الأجيال القادمة في الحفاظ على هذا التراث الفريد؟ وكيف يمكننا أن نضمن بقاء هذه الشواهد التاريخية والمعمارية للأجيال القادمة؟ إنها أسئلة تستدعي التفكير، وتدعو إلى العمل للحفاظ على هذا الإرث الثقافي العظيم.

تعليقات

التنقل السريع