القائمة الرئيسية

الصفحات

ولاية مدنين | فيديو يكشف: "عمرة الجديدة" منطقة فلاحية واعدة.. لكنها منسية تمامًا!


في قلب الجنوب التونسي، حيث تُعرف الأرض بشح مواردها، تبرز قصة نجاح ملهمة. منطقة "عمرة الجديدة" في مدنين تتحول إلى واحة خضراء بفضل عزيمة فلاحيها الذين يروون الأرض بعرقهم وأملهم.


ولاية مدنين | فيديو يكشف: "عمرة الجديدة" منطقة فلاحية واعدة.. لكنها منسية تمامًا!
ولاية مدنين | فيديو يكشف: "عمرة الجديدة" منطقة فلاحية واعدة.. لكنها منسية تمامًا!



تُعدّ منطقة عمرة الجديدة بمدنين في الجنوب التونسي، واحة زراعية واعدة تزخر بموارد مائية وفيرة ومنتوج فلاحي متنوع، ما يجعلها ركيزة أساسية في الإنتاج الفلاحي المحلي والجهوي. ورغم ما تواجهه من صعوبات جمة، يواصل فلاحوها الصمود والعطاء، مؤكدين على إمكانيات المنطقة الهائلة.


لكن، كيف تمكنوا من تحقيق هذا الإنجاز؟ وكيف حوّل فلاحو مدنين أرضهم إلى سلة غذاء رغم التحديات؟ وما هي الصعوبات الخفية التي يواجهونها يوميًا للحفاظ على هذه الجنة الصغيرة؟ وهل ستستمر هذه المنطقة في تزويد أسواقنا بمنتجاتها المتنوعة؟


وهل تساءلت يومًا كيف يمكن لمنطقة فلاحية أن تزدهر رغم التحديات؟ وهل يمكن أن تصبح "عمرة الجديدة" في مدنين نموذجًا للنجاح الزراعي بفضل مواردها المائية ومنتوجها المتنوع؟ وهل تكتشف "عمرة الجديدة" طريقها نحو الازدهار الزراعي؟


عمرة الجديدة: قصة أرض ولدت من رحم الإرادة


تُعتبر منطقة عمرة الجديدة، التابعة لمعتمدية مدنين الجنوبية، نموذجًا فريدًا في القطاع الفلاحي. بفضل عذوبة مياهها وخصوبة أراضيها، تحولت هذه المنطقة إلى قطب فلاحي بامتياز، يساهم بفعالية في الإنتاج المحلي على مدار العام. يتشبث الفلاحون هنا بأرضهم، ويزرعونها بمختلف المنتجات من الخضروات والغلال إلى الشعير والزيتون، ليثبتوا أن الإرادة قادرة على صنع المعجزات حتى في أصعب الظروف.


عمرة الجديدة: أرض الخير والمنتوج المتنوع


تتميز عمرة الجديدة بخصوبة أراضيها ووفرة مياهها العذبة، مما يمكنها من إنتاج مجموعة واسعة من المحاصيل الزراعية. فمن حقول القمح والشعير التي تمد الأسواق بالحبوب، إلى بساتين الزيتون التي تساهم في إنتاج الزيت ذي الجودة العالية، مروراً بالخضروات المتنوعة التي تغذي موائدنا، تُثبت عمرة الجديدة أنها سلة غذاء حقيقية.


تنوع فلاحي يغذي الأسواق المحلية


ما يميز "عمرة الجديدة" هو التنوع الكبير في منتجاتها الفلاحية. على مدار العام، لا تتوقف عجلة الإنتاج؛ فبعد موسم الحبوب، تبدأ زراعة الخضروات، تليها غراسة البطيخ والدلاع وغيرها من المنتجات الموسمية. هذا النشاط الدؤوب جعل المنطقة تساهم بشكل فعال في تزويد الأسواق المحلية والجهوية بمنتجات طازجة وعالية الجودة، مما يجعلها لاعبًا أساسيًا في تحقيق الأمن الغذائي بالجهة.


تحديات تعرقل المسيرة: هل من حلول؟


على الرغم من هذا الوعد الكبير، يواجه فلاحو عمرة الجديدة عقبات تعرقل مسيرتهم نحو الازدهار. فسوء حالة الطرق الفلاحية يُعدّ من أبرز هذه التحديات، حيث يعيق نقل المنتوج ويزيد من تكاليف الإنتاج. كما يعاني الفلاحون من نقص الدعم والتوجيه من الإدارة الفلاحية، مما يحرمهم من الاستفادة الكاملة من خبراتهم ومواردهم.


بنية تحتية مهترئة: التحدي الأكبر أمام الفلاحين


على الرغم من هذا النجاح، يواجه فلاحو عمرة الجديدة تحديات جسيمة تهدد استمرارية نشاطهم. أبرز هذه الصعوبات هي الحالة السيئة للمسالك الفلاحية، التي تعيق بشكل كبير عملية نقل المنتجات وتسويقها. يجد الفلاحون صعوبة في إيصال محاصيلهم إلى الأسواق، بل إن أصحاب شاحنات النقل يرفضون أحيانًا الدخول إلى المنطقة بسبب الطرقات الوعرة، مما يتسبب في خسائر مادية كبيرة.


غياب الدعم والإرشاد: الفلاح يعمل وحيدًا


إلى جانب مشاكل البنية التحتية، يشكو الفلاحون من غياب شبه تام للدعم والإرشاد من قبل الهياكل الفلاحية المعنية. فهم بحاجة إلى المتابعة الفنية، والإرشاد حول أفضل الممارسات الزراعية، والمساعدة في مكافحة الآفات التي تهدد محاصيلهم. كما يطالب الشباب الناشط في القطاع بتوفير الدعم اللازم لمساعدتهم على تطوير مشاريعهم وتكوين مستقبلهم في هذا القطاع الحيوي.


نحو مستقبل زراعي مشرق: ما الذي نحتاجه؟


لتحقيق الإمكانيات الكاملة لعمرة الجديدة، لا بد من تضافر الجهود لتجاوز هذه التحديات. فهل يمكن تحسين البنية التحتية، وخاصة استكمال محول الطريق الوطنية بمدنين المؤدية إلى جربة، لتسهيل نقل المنتوجات الزراعية بأمان وفعالية إلى أسواق كبرى مثل صفاقس وتونس؟ وهل ستُقدم الإدارة الفلاحية الدعم اللازم والتوجيه الفني للفلاحين لتعزيز إنتاجيتهم وتحسين جودة منتجاتهم؟ وهل ستجد عمرة الجديدة الاهتمام الذي تستحقه لتصبح نموذجًا للتنمية الفلاحية المستدامة؟


ختاما:





تمثل "عمرة الجديدة" شهادة حية على أن الاستثمار في الفلاحة هو أساس التنمية الحقيقية. قصة نجاح هؤلاء الفلاحين هي دعوة مفتوحة للسلطات ولكل الأطراف المعنية للالتفات إلى هذا القطاع. فإلى متى سيظل الفلاح يعمل بمفرده في مواجهة التحديات؟ وهل سنرى قريبًا استجابة حقيقية لمطالبهم المشروعة في توفير بنية تحتية ملائمة ودعم فعال؟ إن مستقبل الأمن الغذائي في تونس يعتمد على دعم هذه النماذج الناجحة وضمان استمراريتها.

تعليقات

التنقل السريع