مشاهد صادمة من مستشفى القصرين: الخسائر تقدّر بـ 500 ألف دينار والاحتفاظ بـ 4 أشخاص |
في لحظات مأساوية، تحوّل الحزن على رحيل أيمن حيزي المفجع إلى انفجار غضب داخل مستشفى القصرين، ليتحوّل المشهد من محاولة إنقاذ شاب إلى فوضى وتكسير أجهزة طبية. فهل كان الإهمال سبب الوفاة حقًا، أم أنّ الغضب أفقد الناس رشدهم؟ التفاصيل تُثير أسئلة مصيرية حول صحة التونسيين وأمن المستشفيات!
شاب يرحل في حادث أليم
شهدت ولاية القصرين مساء 29 جوان 2025 حادثًا أليمًا أودى بحياة الشاب أيمن حيزي، الذي كان يقود دراجة نارية من نوع “فورزا”. نُقل الفقيد في حالة حرجة إلى قسم الاستعجالي بالمستشفى الجهوي بالقصرين، إلا أنّ محاولات الإنعاش لم تُفلح، وفارق الحياة تاركًا وراءه حزنًا كبيرًا وأجواءً مشحونة بالغضب.
البعض يتهم المستشفى بالإهمال
البعض حمّل المستشفى مسؤولية وفاته، مؤكدين أن "التدخل الطبي تأخر ولم يكن هناك طبيب استعجالي لحظة وصوله"، معتبرين ذلك إهمالًا جسيمًا ربما أدى إلى وفاة أيمن حيزي. في المقابل، لم تُصدر الإدارة الجهوية للمستشفى أي تصريح رسمي حول الواقعة حتى الآن، بينما أكدت مصادر طبية أنّ الفريق الطبي بذل كل ما في وسعه لإنقاذ الشاب رغم خطورة حالته.
الفاجعة تتحوّل إلى فوضى داخل المستشفى
الأمر لم يتوقف عند حدود الألم، إذ تحوّل المشهد إلى حالة من الفوضى والاعتداءات. عدد من المواطنين اقتحموا قسم الاستعجالي، واعتدوا لفظيًا وماديًا على الإطار الطبي وشبه الطبي، وهشّموا تجهيزات طبية جديدة تم اقتناؤها مؤخرًا لإنقاذ الأرواح.
وزارة الصحة أدانت بشدة هذه الاعتداءات، ووصفتها بـ "الخطيرة" كونها لا تمس فقط سلامة العاملين وكرامتهم، بل تهدد حياة مرضى آخرين في أمسّ الحاجة للرعاية، مشددة على ضرورة حماية الإطارات الطبية والمؤسسات الصحية.
جدل واسع بين الحق والإنسانية
القضية فتحت باب الجدل على مصراعيه بين حق العائلات في محاسبة أي تقصير محتمل، وضرورة احترام المؤسسات الصحية وحرمتها. فبين رواية أهل الفقيد عن الإهمال، وتحذيرات وزارة الصحة من الاعتداءات، يبقى السؤال الأهم: كيف نضمن إنقاذ الأرواح دون أن يتحوّل الألم إلى عنف يهدد حياة الجميع؟
أرقام تُشير إلى ظاهرة مقلقة
يُشار إلى أنّ حوادث الاعتداء على الأطقم الطبية في تونس ليست جديدة، بل تتكرّر بشكل مثير للقلق. فوفق أرقام نقابية، سجّلت المستشفيات عشرات الاعتداءات الجسدية واللفظية خلال العامين الأخيرين، ما يدفع العديد من الأطباء إلى الامتناع أحيانًا عن العمل في أقسام الطوارئ خوفًا على حياتهم.
نداء عاجل: حماية المستشفيات أولوية وطنية
ما حدث في مستشفى القصرين ليس مجرد حادث معزول، بل ناقوس خطر يُنذر بأن المستشفيات، التي يجب أن تكون ملاذًا آمنًا لإنقاذ الأرواح، باتت مسرحًا للفوضى والعنف. وهو ما يتطلّب تحرّكًا عاجلًا من السلطات لحماية الأطباء والمرضى معًا.
ختاما:
رحم الله أيمن حيزي وأسكنه فسيح جناته، وألهم عائلته الصبر والسلوان. لكن تبقى الحقيقة المؤلمة: الألم لا يجب أن يتحوّل إلى عنف، ولا يجوز أن يدفع ثمنه أطباء أو مرضى أبرياء. فهل تتحرّك الدولة لوضع حد لهذه المأساة المتكرّرة؟
اعتداءات وتهشيم معدات بمستشفى القصرين: الخسائر تقدّر بـ500 ألف دينار
أكد المدير الجهوي للصحة بالقصرين عبد الغني الشعباني، في تصريح لموزاييك، اليوم الإثنين 30 جوان 2025، أن مجموع الخسائر التي لحقت قسم الاستعجالي بالمستشفى الجامعي بالقصرين، بعد تهشيم معداته وتجهيزاته، تناهز 500 ألف دينار.
تهشيم تجهيزات بمستشفى القصرين: الاحتفاظ بـ4 أشخاص
أكد المساعد الأول لوكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بالقصرين والناطق الرسمي باسم محاكم القصرين، القاضي عماد العمري، في تصريح لموزاييك، اليوم الإثنين 30 جوان 2025، أن النياية العمومية أذنت بالاحتفاظ بأربعة أشخاص من أجل تهشيم معدات المستشفى الجامعي بالقصرين والاعتداء على الأطر الطبية وشبه الطبية، في الليلة الفاصلة بين الأحد والإثنين.
وشدد المساعد الأول لوكيل الجمهورية على أنه سيتم تتبع كل من شارك أو ضلع في هذا الاعتداء الذي مس المرفق الصحي العمومي.
تعليقات
إرسال تعليق