فُجعت اليوم الشركة التونسية للكهرباء والغاز بخبر مؤلم، حيث توفي أحد أعوانها أثناء تأدية واجبه المهني في إصلاح عطب كهربائي بمنطقة سوسة الشمالية. الحادثة تركت حزناً عميقاً في صفوف زملائه وأصدقائه وكل من عرفه، وفتحت من جديد ملف المخاطر التي يواجهها أعوان الشركة يومياً لتأمين التيار الكهربائي للمواطنين.
![]() |
سوسة | الستاغ تنعى محمد العابد الذي وافته المنية أثناء أداء واجبه |
من هو الفقيد؟
الراحل هو محمد العابد، أب لطفلين، عُرف بين زملائه بحسن الخلق والاجتهاد في عمله. انتقل إلى جوار ربه أثناء تدخله لإصلاح عطب كهربائي على عمود ضغط عالٍ، في مهمة لا تخلو من المخاطر. رحيله المفاجئ ترك صدمة كبيرة لدى أسرته وزملائه بالشركة.
المخاطر التي يواجهها أعوان الستاغ
تُعتبر مهنة أعوان الشركة التونسية للكهرباء والغاز من بين المهن ذات المخاطر العالية، حيث يعملون في ظروف صعبة ومعقدة، بين أسلاك الضغط العالي والأعمدة الكهربائية، وهو ما يجعل حياتهم عرضة للخطر في كل لحظة. ورغم ذلك، يواصلون أداء واجبهم في سبيل إيصال النور وتأمين حاجيات المواطنين والمؤسسات.
تضامن واسع ورسائل تعزية
عبرت الشركة التونسية للكهرباء والغاز عن حزنها العميق لفقدان أحد أبنائها، الذي ضحى بروحه من أجل خدمة المصلحة العامة. كما تقدمت إلى عائلته بأحر التعازي، سائلة الله أن يتغمده برحمته الواسعة وأن يرزق أهله وذويه الصبر والسلوان.
ختاما
رحيل محمد العابد يذكّر الجميع بقيمة التضحية التي يقدمها أعوان الستاغ وغيرهم من العاملين في الصفوف الأولى لمواجهة المخاطر اليومية. رحم الله الفقيد رحمة واسعة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وقفة تأمل:
قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (لقمان:34).
قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أكثروا ذكر هادم اللَّذات، الموت. يعني اجعلوه على بالكم كثيرًا حتى تعدوا العدّة، والهادم اي القاطع، لأنَّه يقطع اللَّذات في الدنيا، ولكنه يُقرِّب من لذَّات الآخرة، فالغفلة عن الموت وعمَّا بعد الموت من أسباب الطُّغيان والفساد والاستمرار في الشَّر، أمَّا تذكر الموت وما بعده فهو من أسباب التَّوبة والإقلاع والاستعداد للآخرة.
تَذكُّرُ الموتِ والآخرةِ مِن البواعثِ الحقيقيَّةِ على تَحسينِ الصِّلةِ بين العبدِ وربِّه، وإزالةِ شواغلِ الدُّنيا مِن الفِكرِ والعقلِ. أي إنَّ الموتَ هو سَببٌ يمنَعُ المتوغِّلَ في الشَّهواتِ الاستمرارَ في ذلك، وذِكرُه والوقوفُ على حقيقتِه يُعدِّلُ مسارَ هذا العاصي إلى الزِّيادةِ في أفعالِ الجنَّة، والابتعادِ عن كلِّ ما يُقرِّبُ مِن النَّارِ، كما يُنبِّهُ على عدمِ تركِ النَّفسِ لمشاغِلِ الدُّنيا.
أقم صلاتك قبل مماتك، الوقت يمر ولن ينفع الندم بعد الموت، أقم صلاتك قبل مماتك، فهى نور القلب وضياءه، أقم الصلاة فهي عماد الدين وأساسه، وهي راحة القلب وانشراح الصدر، وهي أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة، فإن صلاحها صلاح لأمور حياتك واخرتك بإذن الله.
تعليقات
إرسال تعليق