ولاية بنزرت | وفاة نزار شڤرة شهيد لقمة العيش بصعقة كهربائية | متى تتوقف هذه المآسي؟ |
ببالغ الحزن والأسى، تلقت ولاية بنزرت خبر وفاة نزار شڤرة، شاب في ريعان العمر، فني الكهرباء الذي ارتقى شهيدًا، ولفظ أنفاسه الأخيرة إثر صعقة كهربائية أثناء تأدية واجبه في صيانة شبكة الكهرباء بمدينة رفراف. حادثة أليمة هزّت القلوب، وأثارت تساؤلات مؤرقة حول سلامة العاملين في المهن الخطرة.
تفاصيل مؤلمة
يوم الثلاثاء الموافق لــ 01 جويلية 2025، كان نزار، وهو في عقده الثالث ومن أهالي منطقة منزل عبد الرحمان، يقوم بعمله الروتيني كفني كهرباء تابع لإحدى المقاولات المتعاقدة مع الشركة التونسية للكهرباء والغاز (الستاغ). وبينما كان منهمكًا في إصلاح شبكة الكهرباء بنهج حسن النوري برفراف، تعرّض لصعقة كهربائية قاتلة أودت بحياته على الفور.
ردود الفعل والتحقيقات
فور وقوع الفاجعة، سارعت الوحدات الأمنية إلى عين المكان. بالتنسيق مع النيابة العمومية، تم رفع جثمان الفقيد ونقله إلى المستشفى الجامعي الحبيب بوقطفة ببنزرت لإجراء التشريح وتحديد الأسباب الحقيقية للوفاة. كما فُتح تحقيق للكشف عن ملابسات الحادثة والوقوف على مدى توفر شروط السلامة المهنية، وهي خطوة ضرورية لضمان عدم تكرار مثل هذه المآسي.
حزن عارم ورسائل وداع مؤثرة
خلّف خبر وفاة نزار شڤرة حالة من الصدمة والحزن العميق في صفوف أهالي رفراف ومنزل عبد الرحمان، وزملائه في العمل وكل من عرفه.
امتلأت منصات التواصل الاجتماعي برسائل التعازي، حيث وصفه الكثيرون بأنه شهيد لقمة العيش، وشهيد الواجب، وشهيد العمل، تعبيرا عن تضحياته من أجل توفير حياة كريمة. داعين له بالرحمة والمغفرة، ولعائلته بالصبر والسلوان.
السلامة المهنية على المحك:
أعادت هذه الحادثة المأساوية الجدل حول ظروف عمل الفنيين والعمال في ميادين الكهرباء والطاقة، وسط مطالب متجددة بضرورة تشديد إجراءات السلامة المهنية لحماية الأرواح.
وشدد عدد من زملاء الفقيد على ضرورة توفير معدات الوقاية اللازمة، والتكوين المستمر للعمال، لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث التي تخطف الأرواح في لحظات.
ختاما:
رحل نزار شڤرة تاركًا وراءه لوعة في قلوب أهله وأصدقائه، ومخلفًا تساؤلات موجعة حول ظروف العمل في مجال يُعتبر من أخطر المهن.
إن وفاة نزار شڤرة يجب أن تكون جرس إنذار يدعو إلى مراجعة شاملة لإجراءات السلامة في مواقع العمل، خاصة في المهن التي تنطوي على مخاطر عالية.
فالحياة البشرية أثمن من أي مكاسب، وحماية العمال هي مسؤولية جماعية تقع على عاتق الشركات والجهات المعنية والدولة.
المصادر:
مصادر الخبر حسابات وصفحات فيسبوك متعددة.
تعزية ومواساة:
ولا يسع مدونة أخبار المرناقية في هذا المقام الجلل، إلا أن تتقدم بأحر وخالص التعازي إلى عائلة المتوفي، ونسأل الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع ووافر رحمته، وأن يسكنه فراديس جنانه، وأن يلهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان، وإنا لله وانا اليه راجعون. وندعو الله أن يحفظ الجميع من كل سوء ومكروه.
سرعة ودقّة الإعلام تحقق نجاعة التدخل:
عند الاتصال برقم النجدة للحماية المدنية 198، ولضمان سرعة ودقة التدخل وبالتالي نجاعته، يجب الإدلاء بالمعطيات التالية بوضوح وهدوء، وتذكر أن توفير هذه المعلومات بدقة وسرعة يسهم بشكل كبير في تسريع وصول فرق الإنقاذ وتقديم المساعدة اللازمة بفعالية، مما قد ينقذ الأرواح ويقلل من الأضرار:
- نوع الحادث: تحديد طبيعة الحالة الطارئة بدقة (حريق، حادث مرور، غرق، انهيار مبنى، اعتداء، تسمم، إلخ).
- المكان والعنوان بالتفصيل: ذكر الموقع الدقيق للحادث مع تضمين اسم الشارع، رقم المبنى، أقرب معلم بارز، أو أية تفاصيل أخرى تساعد فرق النجدة على الوصول السريع.
- عدد المصابين وحالة الإصابات: تقدير أولي لعدد الأشخاص المتضررين ووصف موجز لطبيعة إصاباتهم (خطيرة، طفيفة، عالقون، إلخ).
- الحالات الخاصة: الإشارة إلى أي ظروف استثنائية تتطلب تعاملاً خاصًا (وجود مصاب تحت الأنقاض، شخص محاصر داخل سيارة، احتمال وقوع انفجار، وجود مواد خطرة، إلخ).
- اسم المتصل ورقم هاتفه: تقديم اسمك ورقم هاتفك لكي يتمكن فريق النجدة من التواصل معك للحصول على تفاصيل إضافية إذا لزم الأمر.
- وصف موجز لما حدث: تقديم شرح مختصر لكيفية وقوع الحادث إذا كنت شاهدًا عليه، مما يساعد في فهم طبيعة الوضع وتقدير الاحتياجات.
- البقاء على الخط حتى وصول النجدة: عدم قطع الاتصال إلا بعد التأكد من أن فريق النجدة لديه كافة المعلومات الضرورية وقد أذن لك بذلك.
وقفة تأمل:
قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (لقمان:34).
قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أكثروا ذكر هادم اللَّذات، الموت. يعني اجعلوه على بالكم كثيرًا حتى تعدوا العدّة، والهادم اي القاطع، لأنَّه يقطع اللَّذات في الدنيا، ولكنه يُقرِّب من لذَّات الآخرة، فالغفلة عن الموت وعمَّا بعد الموت من أسباب الطُّغيان والفساد والاستمرار في الشَّر، أمَّا تذكر الموت وما بعده فهو من أسباب التَّوبة والإقلاع والاستعداد للآخرة.
تَذكُّرُ الموتِ والآخرةِ مِن البواعثِ الحقيقيَّةِ على تَحسينِ الصِّلةِ بين العبدِ وربِّه، وإزالةِ شواغلِ الدُّنيا مِن الفِكرِ والعقلِ. أي إنَّ الموتَ هو سَببٌ يمنَعُ المتوغِّلَ في الشَّهواتِ الاستمرارَ في ذلك، وذِكرُه والوقوفُ على حقيقتِه يُعدِّلُ مسارَ هذا العاصي إلى الزِّيادةِ في أفعالِ الجنَّة، والابتعادِ عن كلِّ ما يُقرِّبُ مِن النَّارِ، كما يُنبِّهُ على عدمِ تركِ النَّفسِ لمشاغِلِ الدُّنيا.
أقم صلاتك قبل مماتك، الوقت يمر ولن ينفع الندم بعد الموت، أقم صلاتك قبل مماتك، فهى نور القلب وضياءه، أقم الصلاة فهي عماد الدين وأساسه، وهي راحة القلب وانشراح الصدر، وهي أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة، فإن صلاحها صلاح لأمور حياتك واخرتك بإذن الله.
تعليقات
إرسال تعليق